أعلنت أودي، علامة السيارات الألمانية الفاخرة، عن مشاركتها للمرة الثانية كراعٍ رئيسي في ’المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل‘، وذلك خلال نسخته الجديدة التي تنعقد يومي 7 و8 نوفمبر في فندق ’جراند حياة‘ بدبي. ودعا المؤتمر مجدداً الدكتور ميكلوس كيس، رئيس قسم التطوير البدئي لأنظمة مساعدة السائق في أودي، والذي سيلقي كلمةً حول تجربة أودي في مجال القيادة الآلية، وتحديداً حول المستوى الثالث من نظام القيادة الآلية الذي تم تطويره لسيارة Audi A8 الجديدة كلياً. وسيشهد ’المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل‘ العرض الإقليمي الأول Audi A8 في الشرق الأوسط.
لطالما لعبت أودي دور الريادة في مجال القيادة الآلية المتطورة، وقد عمدت في أكثر من مناسبة إلى توثيق التقدم الذي تحرزه في هذا المجال عبر مجموعة من العروض المذهلة. حيث شهدت الولايات المتحدة أول هذه العروض، عندما قامت سيارة Audi TTS المشغلة بوضع السائق الآلي برسم حلقات أودي الأربع على بحيرة ملحية متجمدة في يوتاه، كما نجحت في اجتياز الطريق نحو قمة بايكس بيك، التي تعد جزءاً من سلسلة جبال روكي. ثم في خريف عام 2014، قامت سيارة Audi RS 7 Sportback* الذاتية بالدوران حول حلبة سباق هوكنهايم. ومنذ عام 2016، تقوم أودي بتجارب حية على المراحل الجديدة من القيادة الآلية على الطرقات العامة مثل الطريق السريع الذي يربط بين الساحل الغربي ولاس فيجاس في الولايات المتحدة، والطريق السريع A9 في ألمانيا، إضافة إلى تجارب على القيادة الآلية في شوارع شنغهاي المزدحمة.
ومن المقرر أن تعرض أودي خلال ’المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل 2017‘ سيارة Audi RS 7 التجريبية المُعدة لاختبار نظام القيادة الآلية، والتي جسدّت تقدم العلامة مجال تطوير هذه التقنية؛ حيث نجحت منذ أكتوبر 2014، ضمن نسخة اختبارية تحمل اسم “بوبي”، في إتمام التفاف كامل دون سائق حول مضمار هوكنهايم بسرعات تصل إلى 240 كم/ساعة.
ويعلق الدكتور ميكلوس كيس، رئيس قسم التطوير البدئي لأنظمة مساعدة السائق في أودي، على ذلك بالقول: “من خلال التجارب التي أجريناها في العديد من حلبات السباق العالمية وضمن شروط صعبة، نجحنا في اكتساب خبرة قيّمة في تعديل وظائف السائق الآلي فيما يتعلق بحدود الأداء، وهذا بالطبع يساعدنا أيضاً على تحسين أنظمة المساعدة المعدة للإنتاج التجاري ضمن النماذج الجديدة من أودي، كنظام المساعدة في تفادي الاصطدام”.
بعد ذلك، تابعت أودي تجاربها على نظام القيادة الآلية والتي أطلقتها في عام 2015، وهذه المرة ضمن ظروف صعبة وسط الازدحام الحقيقي. حيث نجحت “جاك” أو A7 التجريبية والمعدة لاختبار نظام القيادة الآلية – في اجتياز الطريق ما بين وادي السيليكون ولاس فيجاس، والذي يبلغ طوله 900 كم ، بوضع القيادة الآلية، وكان على متنها صحفيون خلال هذه الرحلة. بعد ذلك بوقت قصير، سارت هذه السيارة أيضاً بوضع القيادة الآلية على الطرقات السريعة الألمانية بسرعات تصل إلى 130 كم/ساعة. ثم في مايو من عام 2015، وفي إطار فعاليات ’معرض الإلكترونيات الاستهلاكية‘ الآسيوي، اختبر الصحفيون تجربة القيادة الآلية وسط ازدحام شوارع مدينة شنغهاي الصينية الضخمة. بعدها، وفي شهر أكتوبر من العام ذاته، أجرت أودي تجربة لمناورات التفادي الآلية في الحالات الطارئة، وذلك باستخدام سيارة اختبار واجهت عوائق متحركة ضمن المدن.
وتأكيداً على كفاءتها ودورها الريادي في مجال القيادة الآلية، ستقوم العلامة ذات الحلقات الأربع أيضاً بعرض أحدث نماذجها المصممة خصيصاً لإبراز قدرات هذه التقنية؛ وهي سيارة Audi A8 الجديدة كلياً التي ستعرض لأول مرة في الشرق الأوسط من خلال ’المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل‘، والذي يشكل العنوان المثالي لعرض هذه السيارة التي تحمل معها مستقبل السيارات الفاخرة. تجسد سيارة أودي الريادية مرة جديدة وفي جيلها الرابع معايير التميز التي يعبر عنها شعار العلامة “التقدّم عبر التقنية” (“Vorsprung durch Technik”)، وذلك من خلال مفردات جديدة للتصميم، ومفهوم التشغيل عبر الشاشة المبتكرة التي تعمل باللمس، والقيادة المعتمدة منهجياً على الأنظمة الكهربائية. كما تعد Audi A8 أول سيارة معدة للإنتاج التجاري على مستوى العالم تتضمن خاصية القيادة الآلية ضمن شروط معينة. وبدءاً من عام 2018، ستعمد أودي إلى إدخال وظائف القيادة الآلية بشكل تدريجي ضمن حيز الإنتاج، كنظام ركن السيارة الآلي، ونظام الدخول والخروج الآلي من المرآب ونظام القيادة الآلية في أوضاع الازدحام الشديد.
وتُعد وظيفة القيادة الآلية في أوضاع الازدحام الشديد، والتي تدخلها أودي حالياً حيز الإنتاج، مبنيةً على أنظمة المساعدة الموجودة مسبقاً، كنظام ضبط السرعة المتكيف من أودي ونظام المساعدة على القيادة في أوضاع الازدحام الشديد. وعلى السرعات ما بين 0 و65 كم/سا، يقوم نظام القيادة الآلية في أوضاع الازدحام الشديد بتولي مهام التسارع والفرملة والتوجيه عن السائق عند الرغبة، ليخفف عنه توتر القيادة في ظروف الاختناقات المرورية على الطرق السريعة. وعند تجاوز الطريق المزدحم، يطلب الحاسوب من السائق أن يستعيد زمام القيادة مرة أخرى.
ويخضع نظام القيادة الآلية لإشراف معالج فائق القدرة، وهو وحدة التحكم المركزي بأنظمة مساعدة السائق (zFAS)، والتي تستخدم معالِجات متطورة وعالية الأداء لتقييم الإشارات الواردة من كافة الحساسات ثم حوسبة المناورات التي ينبغي إجراؤها. ويشمل نظام الاستشعار في السيارة نظام الرادار الذي يقوم بمسح المنطقة أمام السيارة، وكاميرا الفيديو التي تتعرف على العلامات الفاصلة بين المسارات والحواجز الطرقية والمشاة والمركبات الأخرى، وماسحة الليزر التي تعطي بيانات عالية الدقة حول الأجسام ضمن مسافة تبلغ 80 متراً من السيارة. إضافة إلى ذلك، تقوم مجموعة تتألف من اثني عشر من الحساسات العاملة بالأمواج فوق الصوتية وأربع كاميرات بمراقبة المنطقة المحيطة بالسيارة بأكملها. وتقوم وحدة zFAS، مستفيدة من الكم الهائل من البيانات التي تصلها من الحساسات، بحوسبة نموذج شامل لكامل العناصر المحيطة يصف وضع الحركة المرورية بالتفصيل، ما يتيح للنظام، على سبيل المثال، الكشف بشكل مبكر جداً على حركة المركبات الأخرى للدخول إلى المسار أمام السيارة.
وتمتلك أودي بالفعل التكنولوجيا اللازمة لتقديم أول نظام للقيادة الآلية في السيارات المعدة للإنتاج التجاري، والذي يتضمن مجموعة من الوظائف التي ستتيح توسيع وظيفة السيارة لتتحول إلى بيئة عصرية ومريحة وتفاعلية. وفي سبيل تحقيق ذلك، تنتهج أودي مقاربة شمولية تتمحور حول تقديم مزايا قيّمة للعملاء، ما يتجسد في وظيفتي “وقت الراحة” و”الساعة الخامسة والعشرون” الجديدتين إضافة إلى تعزيز مستوى السلامة.
تجدر الإشارة إلى أن سيارة Audi A8 ستبرز كنجمة جناح أودي في ’معرض دبي الدولي للسيارات‘، والذي يُقام في ’مركز دبي التجاري العالمي‘ بين 14 و18 نوفمبر.