اختتم الدكتور بدر الشيباني رحلته التوثيقية على مسار الهجرة النبوية سيراً على الأقدام، حيث مرّ بـ 12 محطة بدأت من مكة المكرمة، والمبيت بغار ثور في محاكاة لهجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذلك بهدف مطابقة ما هو موجود في كتب السيرة والتاريخ مع الواقع الموجود اليوم لهذه المناطق التي تشرفت بمرور سيد الخلق عبرها في طريقه إلى طيبة الطيبة.
قام الشيباني خلال الرحلة بالمرور بمنطقة الصخرة التي استظل عندها المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، ومنها عن طريق الساحل إلى وادي قديد حيث حادثة أم معبد الشهيرة التي حلّت البركة بخيمتها، ووثّق التاريخ وصفها الدقيق للمصطفى – صلى الله عليه وسلم -. وانطلق الدكتور الشيباني من موقع خيمة أم معبد في وادي قديد إلى كِلَيّة حيث وقعت حادثة سراقة الذي لحق المصطفى – صلى الله عليه وسلم – طمعاً في مكافأة قريش وما حدث لفرسه، ووعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – له بسواري كسرى.
استغرقت الرحلة 12 يوماً قطع خلالها الرحالة 500 كيلو متر تقريباً. وذكر الدكتور الشيباني أن الهدف من الرحلة هو تسليط الضوء على هذا المسار الذي غيّر مجرى التاريخ ولا يزال، والعمل مع الجهات ذات العلاقة لوضع علامات على مسار الهجرة، وتدريب الناس على خوض المسار ضمن الرحلات السياحية التي ستعرف بهذا الإرث التاريخي للأمة الإسلامية. وأكد أن العمل جارٍ لتوثيق هذا المسار بصورة رسمية.
وبدأ الشيباني مسار الهجرة من المسجد الحرام في مكة المكرمة، وانتهي بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، مروراً بغار ثور، والصخرة، والساحل، ووادي قديد، وثنية المرة، وصخرة أكهى، والمدالج والثنايا، ووادي ريم، ووادي العقيق، وصولاً إلى ديار بني عمرو بن عوف في قباء، حيث يمشي بمعدل تقريبي 40كم يومياً .
وأعرب الدكتور الشيباني عن سعادته الغامرة بخوض هذه التجربة، والتي توّج بها مغامراته الاستكشافية حول العالم وقال: “أمضيت خمس سنوات وأنا أخطط لهذه الرحلة، إنها بالفعل تجربة مختلفة تمامًا عن كافة المغامرات التي قمت بها، وأبرز ما في هذه الرحلة المبيت في غار ثور حيث بات الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وهي تجربة لا أعتقد أنها ستفارق الذاكرة، حيث شعرت بالقشعريرة أثناء وجودي في نفس المكان الذي بات فيه سيد الخلق أجمعين.