يواصل الكيان الإسرائيلي عمليات سرقة التراث الفلسطيني والتزين به وتجييره لمصالحها الإقتصادية والثقافية وتسويقه على أنه “إسرائيلي.” وتمثلت آخر ممارسات السطو على الملكية التراثية لفلسطين هذا الأسبوع عندما ظهرت عارضات أزياء إسرائيليات خلال «أسبوع تل أبيب للموضة» وهن يرتدين الكوفي
الفلسطينية باللونين الأبيض والأحمر، وأخرى بالأسود والأبيض بحجة أنها «خطوة نحو التعايش» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حسبما جاء على لسان المصمم القائم على العمل يارون مينكوفسكي
وتعتبر الكوفية، وتعرف أيضا بالسلك أو الحطة، رمزا للتحرر الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، وجزءاً من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في فلسطين التاريخية، كما يرتبط اسمها بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936. ولاقت الكوفية رواجاً كبيراً حول العالم في السنوات الأخيرة حيث أصبح ارتداؤها مشهداً معتاداً خلال الاحتجاجات في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا رمزاً للتضامن مع أهالي غزة مع استمرار هجوم إسرائيل على القطاع.
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أعطى بعداً عالمياً للكوفية التي ظل يرتديها على مدى أربعة عقود أثناء قيادته منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسته للسلطة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك
وقال مينكوفسكي، إنه أحضر الكوفيات من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بغرض تصميم أوشحة وفساتين لاستخدامها ضمن مجموعة من تصاميم صيف عام 2016.
وأضاف مينكوفسكي في تصريحات نشرتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن هدفه من وراء استخدام الكوفية الفلسطينية، تعزيز التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط موجة التوتر التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 3 أسابيع.
وتمادت إسرائيل أخيراً ووصلت بعمليات السرقة التي تمارسها إلى حد انها سجلت أثواباً فلسطينية باسمها في الموسوعات العالمية، مثل ثوب عروس بيت لحم المعروف باسم «ثوب الملك». وكانت المضيفات الإسرائيليات على طائرة «العال» قد ارتدين قبل ذلك الزي الفلسطيني على أنه زي إسرائيلي، وقد نشرت صحيفة «جويش كرونيكل» اليهودية الصادرة في لندن، عام 2006 صورة لفتاة إسرائيلية ترتدي كوفية للمصمم الإسرائيلي «موشيه هاريل» الذي قام بتقليد الكوفية الفلسطينية بعدما غير لونها للأزرق والأبيض وصمم تطريزها على شكل نجمة داوود في محاولة جديدة لسرقة التراث الفلسطيني.
وتقوم بعض الشركات الأجنبية بعرض ملابس وأحذية تحمل تطريزات من التراث الفلسطيني عبر مواقعها الإلكترونية مدعية أنها من صناعة مصممي أزياء يقيمون في الأراضي المحتلة دون ذكر أي رابط عن تاريخ وتراث هذه الأزياء وارتباطها بجغرافية فلسطين التي تميز منطقة عن أخرى بأسلوب التطريز وشكله مثل بيت لحم ورام الله والبيرة وبيت دجن.
ويذكر أنه في عام 2013 أثارت زيارة قام بها مصممو أزياء إسرائيليون إلى مصانع لخياطة الملابس في بلدة الرام الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية جدلاً فلسطينياً حول أهدافها.
وتعمل عدة مصانع فلسطينية منتشرة في الضفة الغربية بتصميم وخياطة الملابس لصالح تجار إسرائيليين يعملون على بيعها داخل الأراضي المحتلةوتصديرهاإلى الخارج بعلامات تجارية معروفة
من جهة أخرى، يشتكي الفلسطينيون من إقدام الكيان الإسرائيلي منذ احتلالها لفلسطين على سرقة هوية المأكولات التراثية الفلسطينية مثل الفلافل والحمص وأصبحت تتباهى وتتفاخر وتدعي بأنها وجبات من التراث اليهودي
وقد قام الكيانبتقـــديم وجبة الحمص والفلافل الفلسطينية كوجبة تاريخية من المطبخ اليهودي للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته للمنطقة