بعد افتتاح مسجد المعارك التاريخي بالقصيم.. ترميم (79) مسجداً في مناطق المملكة ضمن برنامج إحياء بالمساجد التاريخية

  • سلطان بن سلمان: البرنامج يسعى إلى اعادة الحياة للمسجد التاريخي ودوره في المجتمع
  • العمل حاليا في ترميم (24) مسجدا، و(130) مسجدا في قائمة المساجد التي يعد البرنامج لترميمها.

انضم مسجد المعارك التاريخي في بريدة الذي افتتحه الخميس الماضي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، بمشاركة صاحب السمو الملكي الامير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير القصيم ، إلى قائمة المساجد التاريخية التي تم ترميمها ضمن برنامج إحياء بالمساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية ليصل عدد المساجد التاريخية التي تم ترميمها منذ اطلاق البرنامج وحتى الآن : (79) مسجدا، فيما يجري حاليا العمل في ترميم (24) مسجدا ضمن البرنامج، إضافة إلى وضع (130) مسجدا في قائمة المساجد التي يعد البرنامج لترميمها في خطته المستقبلية.

ويعد مسجد المعارك التاريخي ببريدة ، الواقع على الطريق الدائري الداخلي جنوب مدينة بريدة من أبرز المساجد التاريخية في القصيم، حيث يتجاوز عمره 100 عام تقريباً، وسبق أن صلى فيه الملك سعود رحمه الله.

وقد تبرع بترميمه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، ضمن المبادرة التي تبناها سموه لإحياء مساجد منطقة القصيم

وإضافة إلى هذا المسجد دشن سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مشاريع لترميم (10) مساجد تاريخية بمبادرة من أبناء المنطقة ضمن برنامج إحياء بالمساجد التاريخية، إضافة الى تبرع (3) مكاتب هندسية بإعداد مخططات ترميم وتأهيل ( 13) مسجدا تاريخيا في المنطقة.

وفي تصريح لسموه بعد التدشين أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، أن برنامج احياء المساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية ، لايقصد به ترميم المساجد للتراث العمراني فقط ، وإنماء إحياء هذه المساجد التي قام ملوك هذه البلاد بتبني بناء المساجد والعناية بها، مشيراً إلى أن الاهتمام بالمساجد التاريخية في المملكة بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وسار على نهجه أبناؤه الملوك ، ونحن نقتفي اليوم أثرهم.

 

وثمن سموه في تصريح صحفي بعد الافتتاح ما يحظى به برنامج إحياء المساجد التاريخية من رعاية واهتمام ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ، منوها برعايته (أيده الله) لبرنامج ترميم عدد من المساجد التاريخية في الدرعية وجدة التاريخية، وتبرعه حفظه الله بترميم مسجد الحنفي التاريخي بجده، وتبرعه لترميم إحياء المساجد التاريخية بالمدينة المنورة، مؤكدا سموه أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هو الداعم الأول لمشاريع ترميم المساجد التاريخية في مناطق المملكة.

وقال سموه بأن خادم الحرمين الشريفين أعطى جل اهتمامه بالمساجد التاريخية، ووجه عند إطلاق أي مشروع ترميم في المواقع التاريخية مثل منطقة وسط مدينة الرياض، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وغيرها، بأن يكون ترميم المساجد التاريخية والاعتناء بها في مقدمة هذه المشاريع، وبدا ذلك من خلال عدد من المشاريع مما يؤكد ايمانه بأن المساجد هي محور للتاريخ والتقاء الناس وجمع شملهم”.

وأضاف: “برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله  – تم إطلاق برنامجا خاصا لاحياء المساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية يشمل ترميم 34 مسجدا تاريخيا، تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية، كما تبني –حفظه الله- دعم ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة، امتدادا لتبنيه -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد في مناطق المملكة، من أبرزها تبرعه –حفظه الله- بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، وغيره من المساجد”.

وأكد سموه على أن برنامج إحياء المساجد التاريخية يسعى إلى اعادة الحياة للمسجد التاريخي ودوره في المجتمع وايضا إبراز القصة التاريخية التي تحكيها هذه المساجد حيث كان المسجد المحور التي انطلق منه المؤسسون الاوائل لهذه الدولة، فالاهتمام بالمساجد التاريخية هو أيضا تقديرا لدور هذه المساجد في الوحدة الوطنية، فلا بد ان تعود لها الحياة لترى الاجيال كيف كان المسجد هو المحور الاساس لهذه الوحدة التي ننعم بخيرها بفضل الله.

يشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان كان قد تبنى البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام1418هـ أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها.

ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية، ووضع خطة علمية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها، وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً.

وتمكن برنامج إحياء المساجد التاريخية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من بناء شراكة متميزة مع عدد من الشركاء على المستوى الوطني، حيث تم توقيع اكثر من (50) اتفاقية مع متبرعين على مستوى مناطق المملكة لترميم وتأهيل المساجد التاريخية، إضافة إلى اتفاقيات تعاون وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد، والمؤسسة الخيرية لإعمار المساجد، والجمعية الخيرية للمهندسين، وجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وكلية العمارة والتخطيط بجامعة الامام عبد الرحمن الفيصل.

وأنجز البرنامج عددا من المشروعات المهمة حيث تم ترميم ( ٧٨ ) مسجدا تاريخيا تم ترميمها بتضافر الجهود بين الهيئة و وزارة الشئون الاسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، والمجتمعات المحلية، وجاري العمل على ترميم 25 مسجدا، كما تم اعتماد عدد من المشاريع خلال العام الجاري (2017)، منها مشروع توثيق نماذج من المساجد التاريخية “أطلس المساجد التاريخية رقم (1)”، ومشروع إعداد دراسة مخططات المساجد المستهدفة في مناطق المملكة (130 مسجداً) ويجري تحديد القائمة ذات الأولوية بالشراكة مع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد.

وحظي البرنامج بدعم أمراء المناطق من خلال تبني دعم ترميم عدد من المساجد التاريخية فيس المناطق بمشاركة الأهالي والمجتمعات المحلية.

ونظم البرنامج (6) ورش عمل المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية.

وتم إصدار ثلاثة كتب للتعريف بالبرنامج والتوعية بأهميته، وتنفيذ ورش المساجد التاريخية وأجنحة معرض المساجد التاريخية، وتنظيم محاضرات في المساجد التاريخية.

وتبنت مؤسسة التراث الخيرية برنامجا وطنيا للعناية بالمساجد التاريخية منذ حوالي 20 عاما بهدف حمايتها وحفظها من خلال المشاريع التي تنفذها المؤسسة بالتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة، حيث نفذت المؤسسة ترميم واعادة تأهيل نماذج من المساجد التاريخية وفتحها للعبادة وأداء الصلوات شملت 13 مسجدا في مناطق مختلفة من المملكة، كما تم من خلال المؤسسة حصر وتوثيق أكثر من (90) مسجدا تاريخيا في مناطق المملكة، وأصدرت المؤسسة بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كتابا توثيقيا لأعمال الحصر والترميم.

يشار إلى أن  أول مسجد تاريخي تم ترميمه ضمن البرنامج الذي بدأته مؤسسة التراث الخيرية وهو مسجد طبب في عسير بدعم من الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الذي تفضل، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك بتاريخ 16 صفر 1418هـ، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج بـ ( البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية).

شاركها من هنا ...
Facebook
Twitter
LinkedIn
Email
WhatsApp
اقرأ أيضاً ...