مجلة عالم الرجل

دودة شريطية تؤدي لوفاة رجل بحالة “جنونية” من السرطان

توفي رجل إثر إصابته بأورام تسببت فيها دودة شريطية سرطانية، كانت تعيش داخل أعضائه، حسبما قال أطباء.

وكان المريض مصابا بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV)، وسمح ضعف جهازه المناعي بنمو الدودة السرطانية.

وجرى تشخيص الحالة غير العادية من خلال تعاون بين وكالة “مراكز مكافحة الأمراض” الأمريكية، ومتحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا.

وقال الأطباء إن الحالة، التي نُشرت تفاصيلها في دورية نيو إنغلاند للطب، كانت “جنونية” وغير عادية.

وحاول أطباء في كولومبيا تشخيص حالة الرجل في عام 2013. وبدا أنه مصاب بأورام عادية، يزيد قطر بعضها عن أربعة سنتيمترات، في الرئتين والكبد وأعضاء أخرى من جسده.

لكن الفحص الأدق كشف أن الخلايا السرطانية لم تكن بشرية، إذ صغيرة جدا في عُشر حجم خلية الإنسان.

وقال الطبيب أتيس موهلينباشس، الذي اكتشف الحالة في مراكز مكافحة الأمراض، إن الحالة كانت “جنونية. لم تكن منطقية على الإطلاق”.

وتفقّد الطبيب كل النظريات الخاصة بالخلايا السرطانية المنكمشة، أو حتى المكتشفة حديثا. وفي النهاية، أظهر الفحص الذري وجود الحمض النووي لدودة شريطية، وهو الأمر الذي أذهل الطبيب إلى حد عدم التصديق.

كونت الدودة أليافا سرطانية داخل جسم المريض
كونت الدودة أليافا سرطانية داخل جسم المريض

وقال موهلينباشس “هذه أكثر حالة غير عادية أقابلها. لقد سببت لي الأرق على مدى ليال كثيرة. من المفترض أن يكون تشخيص السرطان واضحا، لكن عدم القدرة على التفريق بين الخلايا السرطانية والدودة الشريطية لمدة شهور أمر غير عادي”.

وكانت إصابة المريض قد اشتدت بحلول الوقت الذي تمكن فيه الأطباء من تحديد سبب وجود الأورام.

وتوفي الرجل في كولومبيا بعد ثلاثة أيام من اكتشاف الحمض النووي للدودة.

دودة فريدة

وقال بيتر أولسون، من متحف التاريخ الطبيعي البريطاني، إن الألياف السرطانية تسببت بها دودة شريطية قزمية.

وأضاف “ثمة شيء مميز في هذا النوع من الديدان، وهو قدرتها على إكمال دورة حياتها في جسم واحد مُضيف، وهو أمر فريد من نوعه”.

ويتلاشى نحو 90 في المئة من جسم الدودة خلال عملية التكاثر، حيث تنثر آلاف البيض في الأمعاء كل يوم.

ويرجح أنه بدلا من إصابة الدودة بالسرطان، تخترق إحدى بيضاتها بطانة الأمعاء، وتتحول، وتصبح سرطانية.

وقال أولسون “الديدان كانت تنقسم وتتحول خارج نطاق السيطرة، وهو بالضبط ما يفعله السرطان، لذا فهو ورم دودة شريطية”.

وأصيب ما يصل إلى 75 مليون شخص حول العالم بهذا النوع من الديدان في مرحلة ما من حياتهم.

ويرى الأطباء أن الدودة السرطانية نادرة، لكن الكثير من الحالات لا يجري تشخيصها.

ويقول الأستاذ الجامعي ميل غريفيز مدير مركز النشوء والسرطان في معهد أبحاث السرطان في لندن “الأمر الاستثنائي في هذه الحالة هو أن خلايا متطفلة منفصلة تنمو بطريقة سرطانية، بدلا من الدودة الشريطية بأكملها. وفي هذه الحالة، اجتمعت بعض الظروف غير المعتادة للسماح بحدوث هذه الحالة في جسم غريب”.

وتوصي مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية بغسل اليدين وطبخ الخضروات للوقاية من الإصابة.

ورُصدت بعض حالات العدوى بالسرطان عن طريق نقل الأعضاء، أو في الرحم.

كما اكتُشف نوع آخر من السرطان انتشر بين الكلاب على مدار 11 ألف عام.

Exit mobile version