مفاجأة: سمنتك المفرطة لا تعني أنك تعاني صحياً!

تلقى باستمرار تحذيرات من أن السمنة هي الطريق إلى الموت في سن صغيرة، إذ قيل لنا إن البطون الكبيرة والفخذين والساعدين المترهلين تؤدي كلها إلى سنوات من المعاناة مع الأمراض المزمنة والحرج الاجتماعي.

لكن دراسةً جديدةً وجدت أنه من الممكن أن تكون بديناً وتتمتع باستقلاب غذائي جيد، حسبما نشرت صحيفة Daily Mail البريطانية الجمعة 1 أبريل/نيسان 2016.

يحدث هذا عندما يعاني الشخص من زيادة الوزن، ولكن لا يظهر أي تغيرات مقلقة في الاستقلاب الغذائي قد تسبب الأمراض في المستقبل، مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

إن الأشخاص البدينين – لكن الأصحاء -، والذين يكون معظمهم من الإناث الشابات، هم أقل عرضةً للمعاناة من الأمراض من أولئك الذين لا يعانون من السمنة المفرطة ولكن الاستقلاب الغذائي لديهم سيء، حسبما يقول الباحثون.

ومما لا يثير الدهشة، أن الأشخاص غير الأصحاء أكثر عرضةً للتدخين، وشرب الكحوليات بإفراط وعدم ممارسة أي رياضة، حسبما وجد الباحثون أيضاً.

كما وجد الباحثون الذين فحصوا العمال، أن أكثر من نصف أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة لا يعانون من تغيرات مقلقة في الاستقلاب الغذائي، وهكذا يمكن اعتبارهم أصحاء.

عند اختبارهم، لم يكن لديهم التهابات شديدة في أجسامهم، وهي التي يمكن أن تؤدي إلى نوبات قلبية وسكتة دماغية.

كما لم يظهروا أي تغييرات في إشارة الانسولين، وهي العملية الطبيعية التي يسمح بها هذا الهرمون بانتقال السكر في الدم إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر من مصادر الطاقة.

فاضطراب إشارات الانسولين يمكن أن يؤدي إلى الحساسية لهذا الهرمون، وهذا يعني أنه لا يمكن تنفيذ وظيفة إخراج السكر من الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

ومن المعروف أن حساسية الأنسولين هي مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني.

وجمع باحثون من مستشفيات دل مار وكاولتس وايلي ليلي في إسبانيا بيانات عن 451432 عاملاً إسبانيّاً، لمعرفة مدى شيوع أن يكون الشخص “بديناً وسليم الجسم”، وتسليط الضوء على الاختلافات بين الناس في هذه المجموعة وأولئك الذين هم “بدينون وغير أصحاء” وأولئك النحيفين.

ووجد الباحثون أن معظم الأشخاص “البدينين والأصحاء” هم من النساء الصغيرات في العمر، وكن يمارسن الرياضة أكثر من أقرانهن غير الأصحاء، كما كن أقل عرضة للتدخين أو الإفراط في تناول الكحوليات.

وليس من المستغرب أن وجود ارتفاع في مؤشر كتلة الجسم، والتقدم في العمر، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والتدخين، والإفراط في شرب الكحوليات وعدم ممارسة الرياضة هي العوامل الأكثر ارتباطاً بضعف الصحة.

كما كان الرجال أكثر ميلاً لإظهار علامات على الإصابة بالأمراض في المستقبل من النساء.

وقد تبين أن الأشخاص الطبيعيين أو الذين يعانون من نقص الوزن ولا يتمتعون بصحة جيدة، هم أكثر عرضة لعيش أنماط حياة غير مستقرة من أولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة.

وعلى الأرجح يكونون من كبار السن والذكور والعمال ذوي الياقات الزرقاء، والمدخنين ومتعاطي الكحوليات بإفراط.

وشملت دراسة تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب أشخاصاً شاركوا في نظام التأمين الصحي الذي يغطي 8% في المائة من السكان العاملين في إسبانيا، كما شملت العاملين من كافة القطاعات والمجالات في إسبانيا.

وكجزء من الدراسة، جمع الباحثون معلومات عن السن والجنس والمهنة ومعدل استهلاك التبغ والكحوليات، وممارسة الرياضة البدنية والتاريخ الطبي.

ووجد الباحثون أن 15.5% من أولئك الذين شملتهم الدراسة يعانون من السمنة المفرطة.

وخضع العمال أيضاً لفحص بدني شمل الوزن والطول ومحيط الخصر ونسبة ضغط الدم.

وقد صنف الباحثون المشاركين وفقاً لمؤشر كتلة الجسم، وقاموا بتقسيمهم إلى ثلاث مجموعات هي، أصحاب الوزن المنخفض، وأصحاب الوزن الطبيعي، وأصحاب الوزن الزائد.

ثم، جرى تقسيمهم إلى عاملين باليد (ذوي الياقات الزرقاء) أو عاملين على الآلات (ذوي الياقات البيضاء).

وجرى تصنيفهم أيضاً إلى مدخنين حاليين أو سابقين، ونسبة استهلاكهم للكحول، ومقدار ممارستهم للرياضة.

ومن هذه المعلومات، حسب الباحثون مدى صحتهم باستخدام خمسة معايير تخص متلازمة الاستقلاب الغذائي؛ محيط الخصر، ومستويات الدهون المعروفة باسم الدهون الثلاثية، ونسبة الكوليسترول الموجودة في الدم، ومستوى السكر في الدم أثناء الصيام.

واعتبر البحث أن العمال يتمتعون باستقلاب غذائي جيد إذا ما توفر لديهم اثنان أو أقل من المعايير الخمسة.

وقد وجد أن 87.7% ممن يعانون من الوزن الزائد يتمتعون بصحة جيدة. والمثير للدهشة أن 55.1% من أولئك الذين يعتبرون بدناء يتمتعون أيضاً بصحة جيدة.

ومن بين الأفراد الذين يعانون من نقص الوزن، كان هناك 99.5 أصحاء، في حين أن 97.8 في المائة من الأفراد ذوي الوزن الطبيعي كانوا أصحاء أيضاً.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج تتأثر بتعريف الاستقلاب الغذائي المستخدم.

وقد ظهر أن البدينين الذين يتمتعون بصحة جيدة، يمكن أن يكونوا أقل عرضة للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب عن بقية الأشخاص الذين لا يتمتعون بصحة جيدة.

ومع ذلك، حذروا من أن الدراسات السابقة وجدت أن الأشخاص “البدينين والأصحاء” ما يزالون عرضة لخطر متزايد من التعرض لهذه الأمراض لأن الأعراض لم تظهر بعد.

وقال الباحث الرئيسي البرت غوداي، “إن تنفيذ برامج تعزيز الصحة لدى الأشخاص الذين يعملون يمكن أن يمنع تدهور عملية الاستقلاب الغذائي لديهم، ما يهدد بارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية”.

شاركها من هنا ...
Facebook
Twitter
LinkedIn
Email
WhatsApp
اقرأ أيضاً ...