بالتزامن مع توفر لقاح التطعيم ضد مرض الحزام الناري في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة السعودية ومستشفيات القطاع الحكومي، عًقد مؤخراً الملتقى العلمي الطبي حول “دور التحصين في الوقاية من مرض الحزام الناري”، تحت شعار “من أجل حياة صحية لمن فوق الخمسين”، وذلك برعاية ومشاركة جلاكسو السعودية العربية المحدودة – احدي شركات جي إس كي العالمية متعددة الجنسيات و التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها والمختصة في أبحاث علوم الأحياء البيولوجية وإنتاج اللقاحات والأدوية الصحية الاستهلاكية، وبتنظيم الجمعية السعودية لطب كبار السن، والجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، والجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية، وذلك في الرياض وجدة والخبر.
ويُشار إلى أن وزارة الصحة السعودية قد أدرجت برنامج التطعيم ضد مرض الحزام الناري وأصبح جزءاً من برنامج التطعيم الخاص بالبالغين، ضمن جهود الوزارة التي تقودها للمساعدة في الحماية من مرض الحزام الناري داخل مراكزها الطبية المنتشرة بالمملكة العربية السعودية.
حول هذا الخصوص أكد الدكتور عاصم العبد القادر إستشاري و أستاذ مساعد طب الأسرة والطب الوقائي في كلية الطب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، الدمام، على اهتمام المملكة بصحة المواطنين وذلك بوضع هذا اللقاح في جدول تطعيمات الكبار.
وأضاف أن فرص الإصابة بالحزام الناري تزداد مع التقدم في السن حيث تشير بعض الدلائل البحثية أن هناك شخصاً من بين كل ثلاث أشخاص فوق عمر الخمسين قد يكون معرضاً للإصابة بالمرض، وأن ضعف المناعة وبعض الأمراض المزمنة التي قد تصاحب كبر السن قد يؤديان إلى صعوبة في علاج المرض أو مضاعفاته.
وتأتي أهمية التوعية الصحية ضد الإصابة من مرض الحزام الناري، بعد أن انتشرت معدلاته على مستوى العالم بشكل جعل المختصين والمعنيين بالأمر يعقدون المنتديات والجلسات بهدف توعية أفراد المجتمعات وخاصةً كبار السن ممن تجاوزوا الخمسين عاماً حول أفضل الطرق للوقاية وحماية أنفسهم من المرض ومضاعفاته.
ومما لا شك فيه أن الملتقى شكّل فرصة لعرض الوضع الحالي لمرض الحزام الناري وطرق الوقاية منه، حيث ضم عدداً كبيراً من مقدمي الرعاية الصحية ومتحدثين بارزين من داخل وخارج المملكة، إضافةً إلى نخبة من الأطباء المختصين في أمراض الباطنة والأمراض المعدية، وطب الشيخوخة، وتمت مناقشة طرق الوقاية من العدوى ومكافحتها، والكيمياء الحيوية الطبية، وعلم الأحياء الدقيقة، والأمراض الحيوانية المنشأ.
وتضمن الملتقى عدة جلسات ومحاضرات وحوارات غنية سلطت الضوء على مجموعة من المحاور الهامة، حيث بدأت أولى جلسات المؤتمر الذي أقيم في جدة بمحاضرة للدكتور أشرف أمير استشاري طب الأسرة بالمركز الطبي الدولي تناول فيها “أفضل الطرق لحياة صحية لمن فوق سن الخمسين”، ثم محاضرة أخرى بعنوان “الوقاية من الحزام الناري: أولوية جديدة” للدكتور نزار باهبري استشاري الطب الباطني والأمراض المعدية ومدير المنطقة الغربية بالجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة.
من جانب آخر عبرت الطبيبة هدى بخاري استشاري الأمراض المعدية ورئيس مكافحة العدوى بمستشفى الملك فهد للإمام عبد الرحمن بن فيصل جامعة الدمام عن سعادتها بتوفر لقاح الحزام الناري في مراكز وزارة الصحة الأولية لما للمرض من مضاعفات معقدة. ومن هذه المضاعفات آلام الأعصاب المزمنة التي قد تصيب 30% من المصابين بالحزام الناري والتي قد تستمر لأشهر أو لسنوات طويلة. ومن المضاعفات الخطيرة الأخرى إصابة العين بالفيروس والتي قد تحدث بمعدل 25% من المصابين وقد تؤدي إلى فقدان البصر.
ومن مؤتمر الرياض ألقى الدكتور يونس لاكوبي المدير الطبي العالمي والمختص بتقييم التكنولوجيا الصحية والتسويق محاضرة عن “إنتاج اللقاحات بجينات مندمجة للوقاية من الحزام الناري”، إلى جانب محاضرة للبروفيسور لارس رومبو أستاذ قسم الكيمياء الحيوية الطبية وعلم الأحياء الدقيقة ومركز علوم الأمراض الحيوانية المنشأ بجامعة أوبسالا بالسويد تناولت “فعالية وأمان لقاح الحزام الناري: نقاط بارزة من دراسات مهمة”، ومحاضرة بعنوان “الوقاية من الحزام الناري” للدكتورة حوراء البيات استشاري أمراض الباطنة والأمراض المعدية برنامج البورد السعودي للطب الباطني والزمالة السعودية لبرنامج الأمراض المعدية بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض.
ومن التوصيات الهامة التي أطلقها المؤتمر ضرورة اهتمام كبار السن ورعاتهم بهذا المرض، واستشارة أطبائهم حول المرض وتطوراته لأخذ الاحتياطات اللازمة، إضافةً إلى تنفيذ برامج طبية توعوية ﺑﺸﺄن ﺳﻼﻣﺔ مرضى الحزام الناري، إضافة إلى أهمية تطوير برامج اللقاحات والجودة التي تتكامل ﻣﻊ أهداف ﻀﻤﺎن ﺳﻼﻣﺔ رﻋﺎﯾﺔ المرضى ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤستويات، وتوسيع إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت وأنشطة السلامة بجميع أﻧﺤﺎء خدمات اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ، وتأهيل القيادات الصحية ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ التدريب والتعليم الطبي والبحث اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑمتطلبات ﺳﻼﻣﺔ مرضى الحزام الناري.
تجدر الإشارة إلى أن فيروس الحزام الناري ينتمي إلى عائلة فيروسات الهربس التي تحتوي على أكثر من 100 نوع معروف من فيرسات الهربس وتصيب 8 أنواع من هذه الفيروسات البشر. وتحدث عدوى فيروس الحزام الناري الجلدية نتيجة لإعادة تنشيط الفيروس النطاقي الحُماقي الكامن في الجسم وهو الفيروس الذي يسبب عدوى جدري الماء الذي يصيب الأطفال عادةً، أما عدوى فيروس الحزام الناري الذي يسبب الحزام الناري فتحدث غالباً نتيجة لعدم قدرة الجهاز المناعي على احتواء أو إيقاف تناسخ فيروس الحزام الناري الكامن.