وثائق ورسائل تاريخية نادرة للملك عبدالعزيز

وثائق ورسائل تاريخية نادرة للملك عبدالعزيز

تعتبر الأحساء إحدى مناطق المملكة ويطلق عليها المنطقة الشرقية وكانت قبل ذلك التاريخ قاعدة البحرين، أما اليوم فيطلق لفظ الأحساء على المنطقة الممتدة على الساحل الغربي من خليجنا العربي أي من جنوب الكويت حتى حدود قطر وعمان وصحراء الجافورة ومن الغرب يحدها الصمان. والأحساء الآن يطلق عليها المقاطعة الشرقية ويحدها غرباً عقبة الفروق كصبور، وشمالاً القطيف وجودة، وشرقاً رمال العقير، وجنوباً رمال يبرين وقاعدتها في الوقت الحاضر الهفوف.

الأحساء مدينة بالبحرين معروفة أول من بناها وحصنها وجعلها عاصمة هجر أبو طاهر سليمان بن أبي الجنابي القرمطي سنة 317هـ، والأحساء هو الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه، وقد أطلق اسم الأحساء على هذه المنطقة لكثرة الأحساء فيها وهي مشهورة بكثرة مياهها وينابيعها الوفيرة التي تسمت باسمها.

الرسائل تظهر الجوانب الإنسانية والوطنية في شخصية الملك المؤسس

 

وثائق ورسائل تاريخية

والأحساء في تلك الحقبة مراسٍ أو موانئ مهمة وهي: القطيف، والعقير وهو أقرب المراسي للأحساء أو للهفوف التي هي مركز الحكم، وهو جرعاء القديمة، أحد أسواق الجزيرة العربية المهمة ومركز تجاري على الخليج منذ ما قبل الفتح الإسلامي، وكانت ملتقى المنتجات الهندية ومنه تصعد إلى دجله ثم سورية كما يتفرع من ميناء العقير طرق تصلها باليمن في الجنوب، وأيضاً بتيماء ثم البتراء .. في الشمال ثم ساحل القطيف الذي كان يسمى الخط، نسبة إلى الرماح الخطية التي كانت تحمل إليه من بلاد الهند، ثم تصنع فيها وتباع في البلاد الأخرى.

وثائق ورسائل تاريخية

كانت البحرين تسمى باسم أوال والأحساء باسم هجر. والأحساء مدينة عظيمة من أعظم المدن ذات أشجار وأنهار لم يشاهد مثلها، أنهار تتفجر من بطنها ونخيلها وفواكهها قيل إنها أحسن في صفتها وذاتها وهوائها من البصرة المشهورة، اسمها الأول البحرين ولكن الأحساء غلب عليها

وهذه المنطقة مشهورة بمياهها وينابيعها وعيونها المتعددة منها المعدنية والفوارة الدافئة والحارة، مما جعلها تمتاز بخصوبة أرضها القابلة للزراعة والأحساء فيه النخيل والبساتين العظيمة والحدائق الملتفة في كل أنحائها، وقد ساعدت كثرة هذه العيون على زراعة الأرز والحنطة والشعير وغير ذلك من الحبوب.

والثروة الحيوانية في الأحساء تتمثل في أحسن الخيول العربية الأصيلة، كما يوجد في مياه المنطقة ثروة كبرى من الأسماك حتى إنهم يطعمون البقر بأنواع من الأسماك الصغيرة لوفرتها، كما يعلفون بعض الحيوانات من التمر القديم، والذي عليه الحول، وهذه دلالة على الفائض السنوي الذي كان يزيد على حاجة سكان البلاد.

الدولة السعودية الأولى اتجهت شرقاً نحو الأحساء لتكون منفذاً على الخليج العربي

 

شخصية الشيخ محمد العبدالعزيز العجاجي

وفي إطار هذه العلاقة التكاملية نرى أنه من المناسب التطرق إلى شخصية الشيخ محمد العبدالعزيز العجاجي، الذي حظي بثقة مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز ومن قبله والده الإمام عبدالرحمن. فهو الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن محمد آل سيف العجاجي هو أبو ناصر، محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن سيف بن علي العجاجي، ولد في التاسع عشر من ذي الحجة من عام 1293هـ في مدينة الرياض، وأمه منيرة السويلم، وآل سويلم من أهل الرياض المشهورين، وهم من العرينات من قبيلة سبيع. نشأ في كنف والديه، وكانت ترعاه والدته المتدينة بسبب كثرة أسفار والده التجارية إلى مكة المكرمة والأحساء والهند.

وقد بدأ بحفظ القرآن حتى أتم حفظه كاملاً، وتعلم القراءة والكتابة عند مشايخ الرياض، ثم انتقل مع والده من الرياض إلى الأحساء، واستقر في مدينة الهفوف عام 1309هـ، ونزلا في البيت الذي اشتراه الأمير محمد بن سيف العجاجي في محلة النعائل، حيث تسكن أكثر الأسر النجدية، وكان محمد ذراع والده الأيمن في تجارته، فاكتسب خبرة تجارية جيدة في وقت مبكر ولما توفي والده عبدالعزيز عام 1334 هـ، قام برعاية إخوته من أبيه إبراهيم، وعبدالرحمن، وحسن، واهتم بهم اهتماماً بالغا، كما استعان بهم حينما بدأ بالتجارة الخارجية، حتى أصبحوا من رواد التجار الأحسائيين، وذاع صيته في بلاد الهند والخليج، وعمان والبصرة، والحجاز، وجعل أخاه إبراهيم مساعده الأول، وخاصة في إدارة شؤون المزارع في الأحساء. أما عبدالرحمن فقد صار مسؤولا عن التجارة الخارجية.

قصة فتح الأحساء وانضمامها إلى الدولة السعودية

العمومة في كل المناطق ظهرت فيها شهامته وكرمه وقبله، ومنهم محمد بن إبراهيم آل ثاقب العجاجي، وأخوه عبدالله بن إبراهيم آل ثاقب العجاجي، وناصر بن عبدالله آل سيف العجاجي، وعبدالعزيز بن عبدالله آل سيف العجاجي، وصالح بن محمد آل سيف العجاجي، ومحمد بن إبراهيم آل إبراهيم العجاجي، وعبدالرحمن بن عبدالله آل ناصر العجاجي، وغيرهم الكثير من أبناء العجاجي في كل المناطق وله أيضاً مواقف مشرفة مع بعض أبناء عمه الكثران، ومنهم محمد بن إبراهيم (بزيع) الكثيري. ولم تقتصر أفضال الشيخ محمد بن عبدالعزيز على أقاربه وأبناء عشيرته فحسب، بل وصل خيره إلى القريب والبعيد، وكان منزله في الأحساء مكان استضافة للمغتربين وعابري السبيل مهيأ بالخدم والطباخين، يجد فيه المسافر الطعام والشراب والمسكن إلى أن يتيسر أمره،

وثائق ورسائل تاريخية

وكانت إقامة بعضهم تستمر بضعة أشهر، وكذلك كانت بيوته في الخبر والبحرين أماكن استضافة للمغتربين ومن مواقفه النبيلة استضافته في بيته بالأحساء للشيخ خالد بن سليمان العدساني وأسرته لأكثر من سنة عند خروجهم من الكويت، وكذلك استضافته لخالد الفرج عندما خرج من الكويت بسبب مضايقات الإنجليز له. إن شخصية بهذا القدر والأهمية عند حكام الدولة السعودية ورجالها، وبهذه الصفات والقدرات التي قل أن تجتمع في شخص واحد لتستحق أن يفرد لها كتاب مستقل، ولعل هذا يكون في القريب العاجل بإذن الله تعالى. تزوج الشيخ محمد بن عبدالعزيز من سارة بنت إبراهيم الجريوي (من بني خالد)، وله منها: ناصر، وسعد الأول (توفي وعمره شهران)، وفهد وسليمان، وعبدالعزيز الأول (توفي وعمره 4 سنوات)، ومنيرة، وعبدالعزيز الثاني، وسعد الثاني (توفي وعمره 3 سنين، وخالد (توفي وعمره ۸ سنوات، والجوهرة، ونورة).

ثم تزوج من الجوهرة الحماد من الحراقيص من بني زيد وأنجبت مریم، زوجة عبدالرحمن بن سليمان أبا الغنيم من بني خالد). ثم تزوج نورة بنت محمد الحسين (من وائل وأنجبت منه أربعة توفوا في مهدهم. وفي آخر أيامه – رحمه الله – مرض مرضاً شديدا رقد على أثره في -مستشفى الظهران، ثم خرج من المستشفى ولم يلبث طويلا حتى انتقل إلى رحمة الله في ذي القعدة من عام ۱۳۸۷هـ الموافق 1967م في منزله الخير، ودفن في مقبرة الكوت بالهفوف بالأحساء

 

شاركها من هنا ...
Facebook
Twitter
LinkedIn
Email
WhatsApp
اقرأ أيضاً ...