أبرز 7 صيحات للموضة في عام 2021

تأثر مشهد الموضة العالمية بانتشار جائحة كوفيد-19 خلال العام الماضي، حيث توقفت عروض الأزياء التي لطالما كانت مصدر الإلهام للمتابعين والمهتمين بالقطاع. ومع بداية العام الجديد وما يحمله من آمال إيجابية، استكشفنا لكم تشكيلات الموضة المتوقعة لعام 2021. وقمنا بتحليل المشهد المرتقب بناءً على توقعاتنا لتوجهات قطاع وتوصيات من WGSN، المؤسسة الرائدة عالمياً في توقع سلوك المستهلكين واتجاهات التصميم، لنقدم لكم أبرز 7 صيحات للموضة فرضت نفسها بقوة قبل أن تظهر حتى في المهرجانات الكبرى.

 

الأزياء التفاعلية

مع ازدياد الاعتماد على نمط الحياة الرقمية خلال السنة الماضية، أصبح من الطبيعي أن تمتزج الموضة والتكنولوجيا معاً لابتكار ما أسمته شركة WGSN بالأزياء التفاعلية كصيحة جديدة في عام 2021. ويشكّل هذا التوجه امتداداً للأجهزة التقنية القابلة للارتداء والتي تجمع بين المتطلبات الشخصية واللياقة البدنية، حيث تستفيد علامات الموضة من أحدث الابتكارات التقنية لتوظيفها في عمليات الإنتاج، مثل المستشعرات التي ترصد حركات الجسم والمحيط وتعمل كمدرب خاص، أو الأقمشة التي تمنح المستخدمين أقصى درجات التحكم في تجربتهم. وتعتمد هذه الأزياء على مواد مبتكرة يمكنها تعزيز الشعور بالراحة والتهوية عند التعرّق. ولا تقتصر الموضة التفاعلية على الملابس الرياضية فحسب، بل تشمل خيارات أخرى أيضاً، مثل فساتين السهرة ذاتية التبريد وأزياء العمل المريحة والقابلة للتحكم. ومن المتوقع لهذه الصيحات أن تصل إلى متاجر الأزياء المفضّلة أسرع مما نتخيّل.

 

الأزياء المريحة

بعد انتشار موضة الأحزمة المطاطية بطريقة غريبة خلال 2020، من المتوقع أن يشهد عام 2021 ازدياد التوجه نحو الأزياء المريحة التي تشقّ طريقها بجرأة إلى عالم الأناقة. وكانت الملابس التي تجمع بين الطابع الرياضي والعملي الأنيق قد برزت بشكل كبير في فترة الحجر المنزلي، حيث تحوّلت إلى أزياء مثالية يمكن ارتداؤها في جميع الأوقات، سواء للعمل أو لحضور فيلم في المساء أو لجلسات اليوجا. فقبل عام 2020 لم يفكّر أحد بأن الأزياء كبيرة الحجم والسراويل الرياضية ستبلغ مكانةً مرموقة في عالم الموضة. أمّا الآن، أصبحت السراويل الرياضية أو الخاصة باليوجا من علامة لولو ليمون وفابليتيكس من الابتكارات المفضّلة للجميع، فهي تبدو رائعةً مع كنزة هودي وحذاء رياضي لإطلالة عملية مريحة.

 

مفهوم أزياء “2 مايل وير”

أدت صيحة “1 مايل وير” لعام 2020، والتي تعني ارتداء أزياء مريحة في المهام القريبة من المنزل بحدود ميل واحد، إلى ظهور موضة #2_مايل_وير كدلالة على زيادة مستوى النشاط والتعبير عن الذات والاهتمام بعامل الراحة في عام 2021 حسب شركة WGSN. فلطالما شكّلت السراويل الرياضية أو الخاصة بالجري مع كنزات الهودي جزءاً أساسياً من الموضة المعاصرة بدءاً من ثقافة من الهيب هوب بجمهورها العاشق لرقصات البريك من الشباب والفتيات وصولاً إلى النجوم الصاعدين في ثقافة البوب الكورية. ويعني انتشار موضة “2 مايل وير” المزيد من ملابس الدنيم والأزياء الجلدية والمعاطف الطويلة أو حتى الفساتين المزودة بأحزمة. فالأزياء التي تعكس الحالة المزاجية لمرتديها تمنحه الشعور بالانسجام معها، لذلك يمكن التألق بإطلالة رسمية أو عملية من خلال المزج بين عناصر الموضة المتباينة، إذ تتعلق المسألة بالأناقة والراحة فحسب.

 

التحوّل من المبالغة إلى البساطة

مع التعافي التدريجي من أحداث 2020، يتجه قطاع الموضة نحو البساطة والراحة، حيث تفضّل السيدات استبدال الإكسسوارات الجريئة بأخرى كلاسيكية جذابة تكشف عن فخامة عصرية بدون تكلّف، ويزداد اهتمام عاشقات الموضة بأزياء الكاجوال المريحة وذات الأسعار المعقولة. ويتمحور الاهتمام أكثر حول تنسيق إطلالة جذابة مع لمسة شخصية، بدءاً من أحذية البوت المستوحاة من رياضة التزلج وحتى أغطية الهواتف الذكية.

 

تعزيز الشراكات الممكنة

مع إلغاء الفعاليات المباشرة في المستقبل المنظور أصبح كل شيء مرتبطاً بالتفاعل الرقمي، حيث بدأ عشاق الموضة بمتابعة مشاهير الأزياء المفضلين على مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على أحدث الصيحات، والاستفادة منها للحصول على إطلالة جذابة في المنزل. وبدورها تبعت العلامات التجارية هذه الموضة أيضاً، فأطلقت تشكيلات أزياء مستوحاة من إطلالات مشاهير مواقع التواصل لاجتماعي بالتعاون مع أبرز الأسماء. مما أتاح أمام عشاق الموضة ملابس مذهلة، ومنح المتابعين الأكثر شغفاً الفرصة للظهور بإطلالة مشاهيرهم المفضلين.

 

التوجه نحو الخيارات الرقمية

مع إغلاق مراكز التسوق والمتاجر البارزة خلال 2020، تحوّلت العلامات التجارية الشهيرة إلى العالم الرقمي للتواصل المباشر مع عملائها من خلال منصات التجارة الإلكترونية والعروض الافتراضية. مما دفع العلامات التجارية الأكثر ابتكاراً إلى التفكير بطريقة إبداعية والارتقاء بتجربة العملاء الرقمية إلى مستويات غير مسبوقة، فمن يرغب مثلاً بارتداء هذا المعطف الخريفي بلونه الترابي مع حذاء بوت عالٍ مزين بنقش النمر يمكنه اختبار هذه التجربة في غرف قياس افتراضية مصممة خصيصاً له. ورغم أن هذه الخدمة لا تشكّل بديلاً دائماً عن رحلات التسوّق مع الأصدقاء والاستمتاع بالقهوة، إلّا أن العلامات التجارية تسعى جهدها للتواصل مع متابعيها ومنحهم حلولاً رقميةً مذهلة إلى أن يعود المجتمع إلى حالته الطبيعية.

 

الأزياء المستدامة

يُعدّ قطاع الموضة ثاني أكبر مساهم في التلوّث البيئي على مستوى العالم، حيث تنتهي 85% من منتجاته في مكبات النفايات. ومع ازدياد الحاجة إلى الابتكارات التي تجمع بين التكنولوجيا المتطورة والقيم الملهمة؛ تحوّلت العلامات التجارية إلى مبادئ الاستدامة وإعادة التدوير، وذلك عبر الاستعانة بأساليب إنتاج صديقة للبيئة من شأنها دعم استدامة المواد وإعادة تدويرها. ومن المنتظر لهذا التوجه أن يشكّل أهم خطوة في تحديد ملامح القطاع خلال العقد الجديد، حيث يتم إعادة تدوير الأقمشة باستمرار لتحويل الملابس الممزّقة والمهملة إلى أزياء جديدة مستدامة، ومن ثمّ طرحها في السوق كمنتجات تمثّل أحدث صيحات الموضة. وسيدفع هذا التوجه كبرى العلامات التجارية نحو آفاق أكثر استدامة من خلال العمل على تصاميم جميلة من خيوط قماش قديم. فمثلاً، تتوقع WGSN بأن تصبح أقمشة مايلو الحيوية المصنوعة من الميسيليوم بديلاً عن المنسوجات الجلدية، حيث يمكن تربيتها وصناعتها دون إلحاق الضرر بالحيوانات أو استعمال كميات كبيرة من الموارد مثل المياه. وبهذه الطريقة تساهم الموضة في خدمة المجتمع لتتحوّل من وسيلة للترفيه الذاتي إلى أداة جديدة لتعزيز الوعي البيئي، وذلك من خلال تقديم أعمال فنية فريدة تدفع عناصر الإبداع إلى مستويات جديدة.

 

علّمتنا تجربة عام 2020 أن ندرك قيمة ما نمتلكه، وكشفت لنا الظروف التي عشناها أهمية التفاؤل والتحلي بالصبر. ومع حلول عام 2021، تتغير قائمة أولوياتنا الخاصة بالموضة والأناقة مع انتشار هذه الصيحات والتوجهات.

 

جيتندر أدفاني – رئيس قسم المشتريات والمنتجات والتصميم والجودة لدى رد تاغ

شاركها من هنا ...
Facebook
Twitter
LinkedIn
Email
WhatsApp
اقرأ أيضاً ...