صناعة المجوهرات تترقب عصراً جديداً من التخصيص والإبداع يشمل الأعمال المبتكرة الصديقة للبيئة والألوان النابضة بالحياة والدمج الثقافي.
نظرة على رؤى كبار المصممين وخبراء المجوهرات في معرض المجوهرات والساعات في أبوظبي حول مستقبل الصناعة
الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، 20 نوفمبر 2024: تحتفل المجوهرات في عام 2025 بالتخصيص والاستدامة والدمج الثقافي. ومع البحث المتزايد عن قطع تعكس القصص الشخصية والقيم الأخلاقية، تستجيب الصناعة بتصاميم تجمع بين التقاليد والابتكارات العصرية. تستعرض توجهات العام القادم عالماً تلتقي فيه الاستدامة والتخصيص والطابع الجمالي الجريء، لتقدم مجوهرات تترك بصمة واضحة لدى المشترين الذي يتمتعون بالوعي والخبرة.
ومع الإبداعات التي يقدمها مصممو المجوهرات والخبراء الرواد في معرض المجوهرات والساعات أبوظبي، فمن المتوقع أن يشهد عام 2025 تصاميم مجوهرات تجمع بين الإبداع والمسؤولية والجاذبية الأزلية.
وفقاً لكوليت باين ماركيز، خبيرة الأحجار الكريمة المعتمدة من معهد الأحجار الكريمة الأمريكي ومؤسسة مجوهرات كوليت، فإن الاستدامة تمثل ركيزة أساسية في تصميم المجوهرات لعام 2025، حيث تولي العلامات التجارية والمستهلكون تقديراً أكبر بشكل متزايد للممارسات الأخلاقية والشفافية. لا يقتصر الأمر على إبراز الجماليات؛ وإنما يسلط الضوء على حركة عالمية للتوجهات نحو المصادر المسؤولة والإنتاج الواعي للبيئة. تشرح كوليت، الرائدة في مجال المجوهرات المستدامة، أن تقنية البلوك تشين يتم دمجها الآن في سلسلة التوريد، ما يسمح للمستهلكين بتتبع رحلة الأحجار الكريمة والمعادن من المنجم إلى السوق. توفر هذه الشفافية الطمأنينة للمشترين المهتمين بالبيئة والذين يعطون الأولوية للعلامات التجارية التي تعتمد المعادن المعاد تدويرها والألماس المزروع في المختبر، والأحجار الكريمة البعيدة عن الصراعات.
بالإضافة إلى المصادر الأخلاقية، تعيد العلامات التجارية التفكير في عبواتها بمواد صديقة للبيئة وتصميم قطع مخصصة لسنوات طويلة لتقليل النفايات.
وتضيف نوشين بخش، مصممة المجوهرات السعودية وعضو مجموعة دبي التجارية لمصممي الذهب والمجوهرات، أن التطورات التكنولوجية مثل أدوات التجربة الافتراضية تقلل من الحاجة إلى المخزون الزائد وتساعد في تقليص المخزون غير المباع. ولا يقتصر التركيز على الاستدامة على المواد فحسب، بل يتعلق أيضاً بتثقيف المستهلكين لاتخاذ خيارات مستنيرة ومسؤولة. ومن خلال مواءمة الجمال مع القيم الأخلاقية، تصنع صناعة المجوهرات تأثيراً دائماً يتردد صداه لدى المشترين المعاصرين والواعين اجتماعياً.
التخصيص كلوحة لسرد القصص
يعيد التوجه نحو التخصيص تعريف مشهد المجوهرات في عام 2025 حيث يبحث المستهلكون عن قطع تعكس قصصهم وقيمهم وأساليبهم الفردية. لا يبحث المشترون اليوم عن قطع جميلة فقط؛ بل يريدون مجوهرات ذات معنى عميق، متفردة ومتميزة عن غيرها. تلاحظ تمارة الشمري، المعروفة بخبرتها في التصاميم المخصصة وعضو مجموعة دبي التجارية لمصممي الذهب والمجوهرات، أن التخصيص تجاوز مسألة وضع الأحرف الأولى أو أحجار الميلاد. فالمستهلكون ينجذبون الآن إلى القطع التي تتميز بالرموز والأحجار الكريمة المقطوعة حسب الطلب والنقوش التي تحمل أهمية شخصية، ما يحول المجوهرات إلى سرد للقصص.
مع تطور أدوات التصميم الرقمية، أصبح التخصيص أكثر سهولة من أي وقت مضى. تشير كوليت باين ماركيز إلى أن المنصات عبر الإنترنت تسمح الآن للمستهلكين بتجسيد رؤاهم وهم في منازلهم بكل راحة، ما يمكنهم من اختيار المواد والأنماط والتفاصيل التي تعكس تفردهم بأفضل شكل. يشير هذا التوجه إلى حركة أوسع في صناعة المجوهرات نحو التعبير عن الذات والأصالة، حيث تكون كل قطعة عبارة عن بيان شخصي وليس مجرد إكسسوار. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على المجوهرات المخصصة، ما يجعل التخصيص أحد أكثر التوجهات رواجاً في عام 2025.
الألوان النابضة بالحياة والتصميمات المميزة
من المتوقع أن يكون عام 2025 أيضاً عاماً من الألوان الجريئة والتصميمات المميزة والبارزة. ومع انجذاب المستهلكين نحو القطع المعبرة واللافتة للنظر، تحتل الأحجار الكريمة النابضة بالحياة مركز الصدارة. ومن المتوقع أن تهيمن الأحجار الكريمة مثل الياقوت والتنزانيت والأكوامارين والمورجانيت على المجموعات، ما يمثل لوحة غنية من الألوان التي تجلب الطاقة والرقي إلى أي مظهر. ترى مصممة المجوهرات سلام سويد أن هذا الظهور الجديد للأسلوب المبالغ فيه هو فرصة لمن يرتدون المجوهرات لتقديم بيان بصري يعبر عن القوة والشخصية.
بالإضافة إلى الأحجار الكريمة الملونة، تسلط خبيرة الأحجار الكريمة كوليت باين ماركيز الضوء على التوجه المتزايد للمجوهرات “العضوية التكنولوجية”، والتي تدمج العناصر الطبيعية مع التكنولوجيا المتقدمة. فعلى سبيل المثال، يتم دمج التكنولوجيا القابلة للارتداء ضمن المجوهرات مع مزايا مثل أجهزة استشعار مراقبة الصحة، ما يسمح للقطع بأن تكون أنيقة وعملية. كما تعود اللآلئ المميزة والسلاسل الضخمة والأشكال الهندسية بقوة، لتوفر خيارات متعددة تناسب الأذواق البسيطة والمتطرفة. تجسد هذه الأنماط الجريئة الثقة، ما يسمح للمستهلكين بتبني مظهر أنيق وفريد من نوعه.
الدمج الثقافي وإحياء التراث
في عام 2025، يلهم التراث الثقافي مصممي المجوهرات لدمج الزخارف التقليدية مع الجماليات المعاصرة، لتقديم قطع تحتفي بالهوية والإرث. يحظى هذا التوجه بأهمية خاصة في منطقة الخليج، حيث تكتسب اللآلئ الطبيعية والزخارف المستوحاة من العمارة الإقليمية اهتماماً متجدداً. توضح غادة حسين الفردان، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة الفردان للمجوهرات في الإمارات العربية المتحدة، أن التصاميم المستوحاة من الخليج يتم إعادة تصورها لجذب جمهور عالمي، ودمج الحرفية الأزلية مع عناصر التصميم الحديثة التي تتردد صداها مع المستهلكين عبر الأجيال.
لا يقتصر الأمر بالنسبة لهذا الدمج بين التراث والأسلوب الحديث أن يساهم في تكريم التقاليد الثقافية فقط، وإنما يوفر أيضاً ارتباطاً أعمق وأكثر مغزى تجاه المجوهرات. تنجذب الأجيال الأصغر سناً بشكل خاص إلى القطع التي تعكس جذورهم بينما تناسب الأذواق المعاصرة أيضاً، ما يسمح لهم بالاحتفال بالإرث والتقاليد. ومن خلال دمج هذه التأثيرات الثقافية، من المتوقع أن تشكل المجوهرات في عام 2025 جسراً بين الماضي والحاضر، ما يمنح المستهلكين قطعاً غنية بالرمزية كما هي غنية بالجمال.
وسائل التواصل الاجتماعي كمسرع للتوجهات العصرية
لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر قوة لا مثيل لها في تشكيل وتسريع التوجهات في عالم المجوهرات، حيث تعمل منصات مثل إنستغرام وتيك توك على تحويل كيفية تعرف المستخدمين على المجوهرات والتفاعل معها وشرائها. وبحلول عام 2025، من المتوقع أن ينمو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، ما يوفر مساراً قوياً مباشراً للمستهلك يسمح للعلامات التجارية بالتواصل مع المتابعين على نطاق عالمي. توضح فينيتا مايكل، عضو مجموعة دبي التجارية لمصممي الذهب والمجوهرات، أن دور هذه المنصات لا يقتصر على تشكيل الطريقة التي تظهر بها توجهات المجوهرات فحسب، وإنما تساهم أيضاً في كيفية تطورها، حيث يعمل المؤثرون والمحتوى الذي ينشئه المستخدمون على دفع الطلب في الوقت الفعلي.
كما جعلت وسائل التواصل الاجتماعي التخصيص أكثر سهولة، حيث يشاهد المستهلكون القطع الفريدة والمخصصة التي تتوافق مع أذواقهم ويتفاعلون معها. ومن خلال المنشورات القابلة للتسوق والعروض التي يتم بثها مباشرة، تسمح منصات مثل إنستغرام للعلامات التجارية بالوصول إلى المستهلكين على الفور، الأمر الذي يضفي الإحساس بالتواصل الفوري والتشويق تجاه المجموعات الجديدة. وكما لاحظت كوليت باين ماركيز، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز الفضول والتواصل، ما يتيح للعلامات التجارية عرض إبداعاتها والتواصل مع الجماهير بشكل هادف. ومن خلال الاستفادة من هذه المنصات، تستفيد صناعة المجوهرات من مجتمع عالمي يقدر المزايا المتفردة والتعبير الشخصي.
المجوهرات في عام 2025:
يعد العام القادم بمجموعة من القطع المميزة والمجموعات المبتكرة، كل منها يجسد جوهر أهم التوجهات لعام 2025. ومن المتوقع أن تعود اللآلئ المميزة بجرأة، لتضفي لمسة عصرية على طابعها الكلاسيكي. وستتميز هذه القطع بتصميمات مذهلة تبرز الفردية وخيارات التصميم المتنوعة، كما لاحظت كوليت باين ماركيز. ومن المقرر أيضاً أن تهيمن السلاسل الضخمة والأقراط كبيرة الحجم، ما يسمح لمن ترتديها بإبراز الذوق الدرامي والتعبير الشخصي.
بالنسبة لمن ينجذب إلى التأثيرات الفلكية، فإن المجموعات التي تتميز بتصميمات مستوحاة من الأبراج والأحجار الكريمة ذات اللون الأزرق مثل التنزانيت والياقوت ستكون من بين المجموعات التي يجب متابعتها. ستجلب مجموعة Le Vian السماوية المرتقبة لمسة فريدة من نوعها، وتحتفي بغموض السماء الليل في المجوهرات الأنيقة. وتساهم التصاميم الهندسية أيضاً بدور بارز، مع قطع تتضمن أشكالاً مبتكرة وإعدادات جزئية مرصوفة، ما يضفي جمالية معاصرة تناسب الأذواق الحديثة.
أما بالنسبة للؤلؤ الطبيعي، فلا يزال مطلوباً بشدة في الخليج، كما أوضحت غادة حسين الفردان. ويدمج المصممون المحليون التقاليد مع الإبداع، ويبتكرون مجموعات تحتفي بالتراث الثقافي مع التكيف مع متطلبات التصميم الحديثة. وستواصل مجوهرات الفردان، التي تعتبر رائدة في دمج اللؤلؤ الطبيعي في تصميمات الساعات، في هذا التوجه، ما يجعل هذه القطع رمزاً للأناقة والفخر الثقافي.
وضمن التوجهات الرئيسية الأخرى تأتي المجوهرات المتكيفة والمعدلة. وكما أبرزت نوشين بخش، تقدم هذه القطع طرقاً متعددة لارتداء قطعة واحدة، وتلبي رغبة المستهلك الحديث في التنوع والوظائف. ومع ارتفاع الطلب على الألماس والأحجار الكريمة المزروعة في المختبر، من المتوقع أن تقدم العلامات التجارية مجموعات حصرية تعكس هذا الاختيار المراعي للبيئة، وتمزج بين الفخامة والقيم الأخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المجوهرات المتكاملة مع التكنولوجيا، مثل ملحقات مراقبة الصحة والقطع التي تدعم تقنية NFC لمشاركة البيانات بشكل آمن، على استعداد لإضافة بُعد جديد للرفاهية القابلة للارتداء.
وبالنسبة للمهتمين بأعمال المصممين، تقترح سلام سويد متابعة المصممين أصحاب الرؤى، مثل جوليا ماريا كوناب وأمامة جويلز، والذين يدفعون حدود الإبداع باستمرار. وتجسد إبداعات هؤلاء المصممين مزيجاً من الفن والابتكار، لتحدد الطابع القادم في عالم المجوهرات.
يعود معرض المجوهرات والساعات أبوظبي إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض العام المقبل لتسليط الضوء على هذه التوجهات. ويشهد الحدث تقديم ورش عمل ومجموعات متنوعة تحتفي بالممارسات المستدامة والتخصيص والدمج الثقافي. ومن خلال التجارب الغامرة وإبداعات الخبراء، سيكون معرض المجوهرات والساعات 2025 وجهة للمهتمين بعالم المجوهرات الذي يشهد تطوراً متسارعاً.
لمتابعة رحلة معرض المجوهرات والساعات أبوظبي، يرجى زيارة https://www.jws.ae أو المتابعة على إنستغرام: https://www.instagram.com/
شاهد أيضا : مجوهرات تخطف الأنفاس في معرض “عالم الجواهر”