في كل عام تقدم جائزة السعفة الذهبية، مطمح وحلم صنّاع السينما العالمية، إلى أفضل فيلم مشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي. وقد كان فيلم (Parasite) للمخرج بونغ جون آخر فيلم روائي يفوز بالجائزة، فأعاد بكل بساطة كتابة وتشكيل تاريخ عالم السينما، مما يؤكد على قوة ومكانة هذه الجائزة المرموقة. ونظراً للشراكة القديمة التي تجمع بين دار شوبارد ومهرجان كان السينمائي، تفخر شوبارد بمرافقة هذا الإطلاق السنوي للمواهب الاستثنائية. لاسيما أن دار شوبارد تصوغ منذ عام 1998 جائزة السعفة الذهبية وجميع الجوائز التي يتم تقديمها في الحفل الختامي للمهرجان.
في 25 مايو عام 2019، حصل المخرج بونغ جون هو على جائزة السعفة الذهبية عن فيلم (Parasite) قدمتها له كاترين دينوف بعد أن تم اختياره بالإجماع من قبل لجنة التحكيم برئاسة المخرج أليخاندرو غونزاليس إناريتو. وقد علّق صانع الأفلام من كوريا الجنوبية وهو يمسح بيده على علبة الجائزة المصنوعة من الجلد المغربي الأزرق، قائلاً: “كنت مجرد عاشق خجول للسينما، وقررت أن أصبح مخرجاً سينمائياً عندما كنت في سن الثانية عشر. ولكن لم أتخيل يوماً أنني قد ألمس هذه الجائزة، فالفوز بها أمر لا يقدر بثمن.”
منذ تلك اللحظة التاريخية التي لا تزال راسخة في الأذهان، حقق فيلم (Parasite) نجاحاً كبيراً بين الجمهور والنقاد متخطياً جميع منافسيه ليحقق جماهيرية واسعة حتى في هوليوود مقر صناعة السينما.
السعفة الذهبية.. محطة انطلاق نحو التميز
يلفت النجاح الكبير الذي حققه فيلم (Parasite) أنظارنا إلى أن الفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي يقدم محطة انطلاق رائعة لمسيرة صانعي الأفلام في فضاء عالم الفن السابع، ويؤكد على أن السعفة الذهبية أهم مفتاح لقلوب العالم بأسره.
وبعد فوزه بالجوائز الكبرى في عالم السينما واحدة تلو الأخرى، أنهى فيلم (Parasite) الذي تم تكريمه بجائزة السعفة الذهبية رحلة تكريماته من خلال الفوز بأربع جوائز أوسكار في عام 2020 (جائزة أفضل صورة، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم أجنبي)، كما حقق إنجازين في الوقت ذاته: حيث كان أول فيلم بلغة أجنبية يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، كما أنه أول فيلم يفوز بجائزتيّ الأوسكار معاً لأفضل صورة وأفضل فيلم بلغة أجنبية. فلم يسبق أن حصد أي فيلم هذه الجوائز معاً طوال تاريخ أكاديمية الأفلام الأميركية الذي يمتد على مدى 92 عاماً. وقد علّق تيري فريمو المندوب العام للمهرجان على ذلك بحماس بقوله: “منذ فوزه الكبير في مهرجان كان، واصل فيلم (Parasite) الفوز بأرقى الجوائز وتحطيم الأرقام القياسية، مما يجعله بلا ريب أحد أكثر الأفلام تميزاً في تاريخ السينما. إنها بالفعل جائزة تاريخية!”.
شوبارد شريك لأعظم المغامرات السينمائية
بدأت القصة في عام 1997، خلال اجتماع بيير فايوت (الذي كان آنذاك رئيساً لمهرجان كان السينمائي)، حين عرضت عليه كارولين شوفوليه إعادة تصميم جائزة السعفة الذهبية، فتصورت عاشقة السينما هذه الجائزة من الناحية الرمزية على شكل سعفة ذهبية تنتهي بشكل قلب في قاعدتها، وبالفعل قدمت السعفة الذهبية بحلتها الجديدة في حفل توزيع الجوائز في العام التالي، لتبدأ من خلالها مسيرتها الشيّقة.
ترمز هذه السعفة الفريدة لقلوب تنبض بتناغم منذ 20 عاماً، وتتألق كجوهرة حقيقية منحوتة يدوياً ومكونة من 19 وريقة من الذهب الأصفر بينما ترتكز على قاعدة من الكريستال الصخري. ومن جهتها، تشارك دار شوبارد، صانعة مجوهرات استعراض السجادة الحمراء والشريك الرسمي لمهرجان كان السينمائي منذ عام 1998، من خلالها شغفها بعالم السينما وتعبر عن عواطفها أمام العالم بأسره.
وتمثل السعفة الذهبية مثالاً بارزاً على التزام الدار بالرفاهية المستدامة، فقد بدأ صنعها منذ عام 2014 بالذهب الأخلاقي الأصفر المصادق عليه بشهادة التعدين العادل، لتكون بذلك الجائزة الأخلاقية الوحيدة في عالم السينما المصنوعة وفق نهج يحترم الإنسان والبيئة.
إلى جانب جائزة السعفة الذهبية التي يتم تقديمها لأفضل فيلم، تصنع ورشات شوبارد المخصصة لصناعة المجوهرات الفاخرة جميع الجوائز التي يتم تقديمها في المهرجان من الكريستال الصخري المنقوش عليه نخلة لتمنح للفائزين الآخرين خلال الحفل الختامي للمهرجان، وذلك في أمسية تقليدية لا تنسى تفتح المجال أمام جميع الاحتمالات التي نعرفها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
بالإضافة إلى السعفة الذهبية، تقف كارولين شوفوليه أيضاً وراء تقديم جائزة شوبارد (Trophée Chopard) التي تمنح في كل عام خلال دورة المهرجان بدء من عام 2001 إلى أفضل ممثل وممثلة من المواهب الصاعدة، لتساهم بدورها في تشكيل مستقبل عالم السينما.