منذ ١٠٠ عام، في ١١ نوفمبر ١٩١٨، تمّ توقيع هدنة لانهاء الحرب العالمية الأولى التي استمرت أربع سنوات. وهي كانت أكثر حرب دامية في التاريخ الحديث لأنه قتل حوالي 18 مليون شخص (10 ملايين عسكريا و8 ملايين مدنيا). لقد مات 1،400،000 فرنسيا. وفي 22 أغسطس 1914 فقط مات 40،000 شخص بما في ذلك 27،000 فرنسيا. كما خلّفت الحرب 20 مليون جريح وشوّهت ودمّرت البنية التحتّة والمدن والقرى والطرق والجسور والمصانع والمدارس ومباني العبادة.
كان لازار بونتيتشيلي آخر جندي فرنسي شارك في الحرب العالمية الأولى وقد توفي عام 2008. هذا يعني أنّه لم يعد لدينا أي شاهد مباشر لما حدث بين عامي 1914 و1918. في الواقع، نحن الجيل الأخير الذي سمع قصة هذه الحرب مباشرة من الذين شاركوا فيها.لدينا مسؤولية تاريخية تجبرنا على الوقوف والانحناء أمام ذكرى جنودنا الذين ضحّوا بأنفسهم لنكون أحرارا اليوم.
لاحياء الذكرى المئوية، ركّزت القنصلية العامة الفرنسية بجدة على موضوعين:
- الذكرى لكي لا ننسى. في صباح يوم 11 نوفمبر، وقف كل من قنصل عام فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا على ضريح الجندي الفرنسيي جان باتيست لابادو- هارغ وضريح الجندي البريطاني الراقدين في مقبرة غير المسلمين بجدة.
يتمّ تنظيم معرض صور فرنسي وأمريكي عن الحرب العالمية الأولى في مقر سكن قنصل عام فرنسا بجدة. وهذا المعرض يذكرنا بالخسائر البشرية والمادية التي وقعت خلال هذه الحرب، كما ويساعدنا على تصور شكل الحياة أثناءها، لكنّه يذكرنا أيضًا بأنّ السلام هشّ ويجب أن نتعلّم دروسا من الحروب لكي نتوحّد ونعزز السلام.
- الشباب للعيش معًا. عملت المدارس الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإيطالية والسنغالية والغيينية معاً على موضوع الحرب العالمية الأولى لتذكرنا بأنّ السلام هو أغلى شيء. أنشد الطلاب معاً قصيدة الفرح وهي اليوم نشيد الاتحاد الأوروبي ورمزًا لرغبة أكثر من 500 مليون أوروبي في العيش معاً بسلام وأمان.
وقد أقام قنصل عام فرنسا بجدة، السيد مصطفى مهراج، حفل استقبال في مقر سكنه جمع العديد من الضيوف من بينهم قناصل عامين ومسؤولين رسميين وأعضاء من الجالية الفرنسية والفرنكوفونية.