استعداداً لعودة هدير محركات سيارات الفورمولا 1 مجدداً إلى حلبة كورنيش جدة، في سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لعام 2022، أبرمت شركة رياضة المحركات السعودية شراكة مع “بلينك إكسبرينس”، الشركة الرائدة في الابتكار والتميز في تنفيذ الفعاليات في المنطقة لتصبح بموجبها داعماً رسمياً للحدث، بعد شراكتهما الناجحة في سباق الفورمولا 1 الأول على الإطلاق في المملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر الماضي، والذي استمتع بفعالياته أكثر من 140 ألف شخص في حلبة كورنيش جدة، وتابعه أكثر من 80 مليون شخص حول العالم.
وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط من السباق الأول، تعود أجواء الإثارة والتشويق إلى حلبة كورنيش جدة، أطول وأسرع حلبة شوارع في العالم، حيث يتسابق أفضل السائقين في العالم تحت الأضواء الكاشفة على الحلبة ذات الـ 27 منعطفاً بسرعات فائقة تتخطى معدلاتها 252 كم / ساعة.
يشار إلى أن شركة “بلينك إكسبرينس” هي مركز الخبرات الإبداعية والابتكارية التي تتمتع بعلاقات وارتباطات عالمية، وتقدّم لعملائها بفخر حلول خدمات متكاملة ومبتكرة، ومنذ انطلاقها من جذور محلية متواضعة تفخر بها في العام 2003، واصلت إبداعها والتزامها لتوسيع عروض شبكتها وخدماتها في جميع أنحاء المنطقة، لتقديم خدمات متكاملة للفعاليات الرياضية، وأحداث رياضة السيارات، والأنشطة التسويقية، والمهرجانات، والعديد من الأنشطة الأخرى، كما تحرص على الاضطلاع بدور حاسم في تطوير ورعاية المواهب السعودية وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومع تواصل التحضيرات لهذا الحدث العالمي الكبير، تحدّث الشاب السعودي، فارس نويلاتي، مدير عمليات موقع سباق جائزة السعودية الكبرى في شركة “بلينك إكسبرينس”، حول آخر الاستعدادات قبل انطلاق الحدث خلال الفترة من 25 إلى 27 مارس الجاري، وتجربته في العمل في مجال تنظيم الفعاليات في المملكة العربية السعودية
**
المقابلة
فارس نويلاتي،
مدير عمليات موقع سباق جائزة السعودية الكبرى في شركة “بلينك إكسبرينس”
كيف كانت تجربتك في مجال تنظيم الفعاليات الرياضية والترفيهية؟ وكيف بدأت؟
بدأت العمل في هذا المجال في العام 2019بلينك إكسبِرينس، وذلك خلال موسم الدرعية، وكان ذلك أول فعالية أشارك بها، حيث عملت في الإنتاج والعمليات، وقد كانت تجربة جديدة ومثيرة تماماً بالنسبة لي، فقد عملت لفترة وجيزة في مجال التسويق حيث أحمل شهادتي في التسويق، ولكني لم أستمر طويلاً في هذا المجال وانتقلت إلى مجال الفعاليات وهو المجال الذي كان حديثاً جداً حينها ولم يستقطب الكثير من الشباب السعوديين. وكانت الفعاليات حينها بسيطة جداً ولم تكن بهذا الحجم مثل المواسم وما إلى ذلك، حتى فعاليات رياضة السيارات كانت جديدة تماماً، لذا كانت البداية من موسم الدرعية وبعدها عملت في الفورمولا إي، ومن ثم رالي داكار والفورمولا 1 وغيرها من الفعاليات الكبرى.
باعتبارك شاب سعودي، كيف تصف التغيير الذي شهدته المملكة قبل 2019 وما بعدها؟
كان هناك تغيراً ملحوظاً في جودة الحياة، فوصول كل هذه الفعاليات الكبرى أسهم في تسليط الضوء بشكل أكبر على أشياء لم نكن نراها إلا على شاشات التلفزيون ولم نكن نشاهدها بشكل فعلي، مثل الحفلات الموسيقية ونجوم الرياضة العالميين الذين يزورون المملكة، حيث أتيحت لنا الفرصة لرؤيتهم على الحقيقة، وهنا يمكنني القول بأن ذلك قد أسهم في تعزيز معايير جودة الحياة وخصوصاً بالنسبة للسعوديين والذين كانوا بحاجة للانفتاح بشكل أكبر على هذه الأشياء.
كل هذه الفعاليات هي ثمرة لرؤية المملكة 2030…. من وجهة نظرك شاب سعودي، ما وجه الاستفادة التي تعود عليك من رؤية 2030؟
تنطوي رؤية المملكة 2030 على تطوير مجتمع نابض بالحياة لأمة طموحة وتعزيز انفتاح المملكة على العالم الخارجي، وتضطلع مستهدفاتها بدور فاعل وبارز في مسيرة التغيير الذي تشهدها المملكة، سواءً بشكل مباشر مثل فتح المجال أمام قطاعات ومجالات جديدة في النمو، أو بشكل غير مباشر من توفير فرص جديدة للسعوديين وإلهام الشباب السعودي لفتح آفاقه وانفتاحه على العالم، ولعل قطاع الفعاليات والفرص الذي يوفرها هو إحدى الثمار التي نجنيها من خلال الالتزام بتحقيق هذه الرؤية، وهنا فتحت لي شركة بلينك إكسبرينس المجال وللعديد من الشابات والشباب السعوديين من أجل اكتساب الخبرة واكتشاف عالم جديد في عالم الفعاليات.
بالحديث عن فعاليات رياضة المحركات مثل الفورمولا 1 أو رالي داكار، قد يرى الناس أن الشباب السعودي الذي يعمل في الفورمولا 1 لا بد أن يكون مهندساً أو سائقاً، ولكن في الواقع نحو 50% من فرق العمل التي تتولى تنظيم وإدارة هذه الفعاليات هم شباب سعودي… ما هو شعورك كشاب سعودي يعمل في حدث عالمي مثل الفورمولا 1؟
كان ذلك بمثابة حلماً تحقق بالنسبة لي…. كنت دائماً أتمنى أن أعمل وأن يرتبط اسمي بحدث كبير مثل الفورمولا 1 ولكني لم أكن أتخيل أن ذلك قد يحدث.. كان ذلك قبل العام 2019 ولكن مع التحول الذي حدث في هذه السنوات القليلة أصبح الأمر واقعاً ملموساً، وكلّي فخر واعتزاز بارتباط اسمي بحدث كبير مثل ذلك، وأيضاً فخور بالكثير من الشباب السعودي الذي يعمل في العديد من المجالات التي يوفرها تنظيم مثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى وأتمنى أن أرى الكثير منهم في الرياضة نفسها كسائقين ومهندسين ومديرين للفرق.
قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد: “همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض”… كيف ترى نفسك في المستقبل في هذا المجال؟ والآن بعد 4 أو 5 سنوات من الخبرات في مجال الفعاليات الكبرى؟ ماذا تقول للشباب السعودي حديث التخرج؟ كيف يتعاملون ويتعلمون من هذه الفعاليات؟
بهذه الهمة استطعنا تحقيق إنجازات
الأمر الهام في هذا الموضوع هو التحديات الكثيرة التي قد يواجهوها، ففي فعالية يعمل بها المئات من الأفراد ستتعامل مع العديد من الأشخاص وستواجه العديد من التحديات التي ستعلمك الكثير حيث سيتعين عليك البحث عن حلول وهو الأمر الذي سيسهم في تنمية القدرات والإمكانات الشخصية وسيثري خبراتك في الحياة، وأحاول دائما في بلينك أكسبرينس وبمساعدة الجميع أن نطبق مقولة صاحب السمو الملكي أن همتنا مثل جبل طويق وأن نفرح بتحقيق الأحلام.
أنت فرد من ضمن المئات الذين عملوا على بناء أسرع حلبة شوارع في العالم في زمن قياسي عالمي بلغ 8 أشهر فقط في وقت شككت وسائل إعلام عالمية في قدرتكم على إنجازه…. ما هو شعورك حيال هذا الأمر؟
بالطبع أنا فخور جداً بقدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز وتخطي التحدي المتمثل في إنهاء بناء الحلبة في 8 أشهر فقط… لقد شاهدت بناء حلبة ميامي حيث بدأوا بنائها قبل عام ولكن إنجازنا حلبة كورنيش جدة في هذا الوقت القصير يعد إنجازاً تاريخياً نفخر بتحقيقه، ودليل على عزيمتنا وقدرتنا على تجاوز أي تحديات أو صعوبات، وهنا يجب أن نذكر كيف أن الجميع من كل الشركات المشاركة ومنها بلينك إكسبرينس فعلت المستحيل وتوحدت من أجل تحقيق الحلم واستطعنا أن نبهر العالم ونؤكد مرة جديدة قدرتنا على تحقيق أفضا النتائج
عملت في الفورمولا 1 والفورمولا إي ورالي داكار والعديد من الراليات المحلية والفعاليات الترفيهية… ما هي الفعالية التي استمتعت بالعمل بها؟
الفورمولا 1… فأنا أحد عشّاق الفورمولا 1 وكان شعوري لا يوصف عند رؤية السائقين وسماع هدير السيارات… لم أكن أتخيل أن ذلك يمكن أن يحدث، فقد كان حلمي مشاهدة سباق للفورمولا 1… ومشاهدة ذلك للمرة الأولى لا سيما هنا في المملكة كان شعوراً لا يصدق.
توفر رؤية 2030 فرصاً لتحقيق الأحلام…. كشاب سعودي، كيف تغتنم هذه الفرص؟
كنت محظوظاً بالعمل على مثل هذه الفعاليات، وأسعى إلى الاستفادة من كل المعرفة والخبرات التي أكتسبها من مشاركتي في المستقبل وتسخيرها لابتكار فرص جديدة تسهم في مساعدة الأجيال الجديدة…. وأود أن أشكر قيادتنا الرشيدة على رؤيتهم ودعمهم الدائم وإيمانهم الراسخ بقدرات الشباب السعودي، وكذلك أشكر شركة رياضة المحركات السعودية على توفير هذه الفرص، وأتطلع إلى المستقبل وجني ثمار رؤية 2030..
والجدير بالذكر أن بلينك إكسبرينس تستضيف العديد من المتدربين وذلك بعد توقيع إتفاقية مع عدد من الجامعات السعودية لدعم الشباب والشابات السعوديين، ولذلك كان لنا لقاء مع عبد العزيز محمد صالح البشيشي، خريج جامعة الملك عبد العزيز، يعمل متدرب في بلينك إكسبرينس.
متى بدأت في مجال تنظيم الفعاليات؟
بدأت في مجال الفعاليات مع انطلاقة سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 الأول في شهر ديسمبر الماضي، وهذه المرة هي ثاني الفعاليات التي أشارك في تنظيمها.
ما هي الخبرات التي اكتسبتها من العمل على السباقين؟
اكتسبت الكثير من الخبرات في العمل خلال السباق الأول، فبينما كانت هذه الفعالية هي الأولى لي في مجال تنظيم الفعاليات إلا أنني تعلمت الكثير من الخبرات والتي صقلت قدراتي واستفدت منها في العمل على السباق الثاني، خصوصاً من العمل مع المنظمين والقائمين على السباق.
شهدنا الكثير من الفعاليات الرياضية والترفيهية المنثقة عن رؤية 2030؟ كيف أثرت هذه المخرجات على حياتك قبل عام 2018 وما بعده؟
بالطبع نفتخر بهذه الرؤية ومخرجاتها ومسيرة التقدم الحاصلة في المملكة في ظل رؤية 2030، إنه أمر يدعو للفخر والاعتزاز. مجال الفعاليات هو مجال عمل جديد وأحد مخرجات هذه الرؤية ويوفر فرصاً جديدة وغير مستكشفة بعد أمام الشباب، ولذلك اخترت العمل في هذا المجال.
برأيك، ما هو شعورك لمشاهدة كل هذه الفعاليات مثل الفورمولا 1 والفورمولا إي ورالي داكار وغيرها من الفعاليات العالمية الكبرى تقام على أرض المملكة؟
كل ذلك يدعو إلى الفخر، الفخر بإثبات قدرتنا على استضافة هذا الكم الكبير من الفعاليات التي تلفت انتباه العالم نحو الممكلة وتسلط الضوء على مسيرة التقدم والتغيير التي تجري في المملكة وكذلك تجسيد إمكاناتها العالية وقدرات أبنائها.
باعتبارك شاب سعودي حديث التخرج، ومن خلال عملك مع “بلينك إكسبرينس”… ما هي الرسالة التي تود أن توجهها إلى الشباب السعودي حول الدعم الذي تجده من العمل في القطاع الخاص في تطوير قدراتك ومهاراتك؟
أتاح لي عملي مع “بلينك إكسبرينس” في المشاركة في تنظيم فعاليات كبرى في المملكة وهو الأمر الذي كان محفزاً لي لتسخير كل طاقتي لتشريف وطني وتقديم فعاليات تترجم إمكاناتها، وأيضاً تأكيد قدراتي كشاب سعودي يفخر بانتماءه لهذه البلد ويسعى إلى إعلاء قيمتها ومكانتها.
وكذلك أسهم هذا العمل في تعزيز مهاراتي وكان بمثابة رافداً لتطوير قدراتي، فخلال العمل أتعامل مع العديد من الأشخاص من مختلف الجنسيات حيث استفيد من خبراتهم ومعارفهم لأنمّي إمكاناتي ومن ثمّ نقل هذه المعارف والخبرات إلى الأجيال التالية وهو ما يعود بالنفع على المملكة وشعبها.