لطالما اعتبرت جنيف وجهةً رائعةً للتسوق، وواحدةً من المدن الأكثر أماناً في العالم، ومحطةً صيفيةً لا يعلى عليها لدى المسافرين القادمين من الخليج. ولكن هل من أحد فكّر في استكشاف هذه المدينة التي انتُخِبت أفضل مدينة في أوروبا لتمضية العطلة خلال موسم الشتاء حيث تتحول إلى أرض عجائب بكل ما في الكلمة من معنى؟ كن أكيداً أنّك لن تجد طريقة للانغماس في سحر هذه المدينة أفضل من الإقامة في أقدم فندق تحتضنه، وهو بوريفاج جنيف الذي يتباهى بموقعه المطل على البحيرة، وفريق خدمة الكونسيرج “كلي دور” المتمرّس وسمعة لا تضاهى طوال 150 عاماً. هذه بعض الأنشطة التي تغني تجربة كل مسافر مميز.
لدى حجز غرفة في المدينة، يتلقى الزوّار مزايا “بطاقة المواصلات في جنيف” التي تتيح لهم استخدام المواصلات العامة في جنيف طوال فترة إقامتهم ويزوّد طاقم بوريفاج المخضرم الضيوف بخدمة دليل لاستكشاف المدينة عند الطلب. بوسع عشاق الجبال استخدام بطاقتهم للذهاب إلى مون ساليف، الجانب الفرنسي من المدينة، بما أنّ الفندق لا يبعد سوى مسافة قريبة عن محطات الحافلات. وهنا سوف يجد محبّو الرياضة ضالتهم أمام باقة واسعة من الخيارات، كالتنزّه في أحضان الطبيعة، والقفز بالمظلة والتزلج عبر الأراضي الريفية. أمّا المسافرون الذين يفضلون رحلة استكشاف على وتيرة أبطأ، فيستطيعون تأمل مناظر جنيف الأخاذة من تلفريك ساليف.
تعجّ جنيف بالنشاطات الشتوية المثالية لرحلة رومانسية أو لعطلة عائلية على حد سواء. ويبقى فريق خدمة الكونسيرج “كلي دور” الحائز على عدة جوائز تحت خدمة الضيوف ليرتّب لهم رحلةً في البحيرة على متن القارب، أو لينظّم مركبةً فاخرةً تأخذ المسافرين في رحلة ليوم كامل إلى أروع القرى كي يستمتعوا بتجربة تذوق مشروبات العنب أو حتى بنزهة استثنائية في طرق الغابات المنعزلة التي تؤدي إلى قمة “لا باريات”.
بإمكان المسافرين استكشاف تاريخ المنطقة في الهواء الطلق، فيما يسهّل موقع بوريفاج في قلب المدينة على الضيوف الوصول إليها كي يمتّعوا نظرهم لا بل أيضاً براعم ذوقهم. تقع الحديقة الإنجليزية على بعد خطوات من الفندق، وهنا تقع ساعة الزهور والنصب التذكاري الوطني المشهورين. تُشكّل مساراتها مكاناً مثالياً لنزهة مميزة في وسط المدينة، حيث تزخر بأكشاك المأكولات السويسرية والأطايب التي تقاوم. وعلى مسافة قريبة من المدينة القديمة، تستكنّ “فياي فيل” وهي المدينة التاريخية الأكبر في سويسرا، حيث تشمخ كاتدرائية القديس بطرس التي تُعتَبر الموقع الرمزي لعهد الإصلاح.
وليس على ذواقة الطعام وعشاق الشوكولاتة الذهاب بعيداً، بما أنّ كافة المطاعم التي يأويها الفندق تقدّم مأكولات “حلال” وقوائم طعام جديدة من وحي الشتاء احتفالاً بموسم الأعياد. وبانتظار ذواقة الحلويات تجربةً تدغدغ الحواس في “ذا تشوكليت بار”. سيسافر الكبار والصغار على حد سواء إلى عالم الشوكولاتة السحري مع الأطايب الآسرة والمتاحة في القائمة. هذا بالإضافة إلى باقة من المأكولات الشهية المتوفرة في مطعم “لو شا بوتيه” الفاخر الذي يعد الضيوف بتجربة طعام حائزة على نجمة ميشلين لرأس السنة وعيد الميلاد، مع تشكيلة مميزة من الأطباق العصرية المبتكرة بلمسات الشيف دومينيك غوتييه.
ومع هذه التوصيات حول الأماكن التي تستحق الزيارة ووجهات الطعام، باتت زيارة مدينة جنيف التي تكتنف معالم تاريخية ومناظر مبهرة وأجواءً من السكينة، أمراً لا بدّ منه في الشتاء. تبقى المدينة السويسرية التي تربض بين قمم الجبال البيضاء والبحيرة الرقراقة وجهةً مثاليةً لكافة الفصول، حيث أنّها توفّر معالم جذب خاصة بكل موسم لتضمن للمسافرين عطلةً تبقى محفورةً في ذاكرتهم إلى الأبد.