تتمتع سيّارة فيراري “بورتوفينو” Portofino وهي سيّارة السياحة الرياضية GT محرّك من ثماني أسطوانات بشكل V (V8) لتقدم مزيجاً فريداً من الأداء الباهر وتعدّد الاستعمالات ومستوى مذهل من متعة القيادة. وتتمتّع فيراري Portofino بقوّة محرّك ضخمة تبلغ 600 حصان يخوّلها الانطلاق من صفر إلى مئتي كيلومتر في الساعة في غضون 10.8 ثانية فقط، ممّا يجعلها السيارة المكشوفة الأقوى التي تجمع بين مزايا السقف المعدني القابل للطي والصندوق الواسع ومساحة المقصورة الرحبة، بالإضافة إلى مقعدين خلفيّين ملائمين للرحلات القصيرة.
وقد اختارت فيراري أن تُطلق على هذا الطراز اسم Portofino تيمّناً بإحدى أروع البلدات على الساحل الإيطالي، التي يترادف اسمها مع الأناقة الجذّابة، وهو الطراز الأكثر تعدّداً في الاستخدام في فئته. فقد صُمّم هذه الطراز للقيادة كلّ يوم، وهو قادر أن يتحوّل بكل سهولة من سيارة كوبيه “بيرلينيتا” (أي كوبيه رياضية) إلى سيارة مكشوفة تُطرب آذان السائق بصوت فيراري الفريد وتُمتع حواسه بمتعة قيادة رائعة حتى في ظروف القيادة اليومية.
وقد خضع السقف المعدني القابل للطي (RHT) إلى إعادة تصميم شاملة وبات ينفتح وينغلق في 14 ثانية فقط حتّى لو كانت السيارة تتنقّل عند سرعات منخفضة، ممّا يجعل السيارة عملية أكثر فأكثر. ومن خلال إيلاء الانتباه إلى شكل التجويف الذي يستوعب السقف المعدني بات الصندوق يتّسع لحقيبتين صغيرتين عندما تكون السيارة مكشوفة ولثلاث حقائب صغيرة عندما يكون مغلقاً، مما يجعل من Portofino خياراً مناسباً في شتّى الظروف لأنها تجمع بروعة بين التصميم والأداء والتكنولوجيا.
ويتميّز هيكل فيراري Portofino بتخفيضات ملفتة في الوزن بفضل اللجوء إلى مكوّنات متطوّرة يمكن ابتكارها بواسطة تقنيات التصنيع الحديثة. ويجتمع هذا التخفيض في الوزن مع طاقة أعلى من طراز “كاليفورنيا تي” California T بأربعين حصاناً ليمنح تحسيناً ملفتاً في الأداء مع تخفيض مهمّ في الانبعاثات. أما ديناميات السيارة فتستفيد من اعتماد ترس تفاضلي خلفي إلكتروني من الجيل الثالث E-Diff3 للمرة الأولى في هذا الطراز، فضلاً عن أحدث نسخة من نظام التحكّم الإلكتروني بالتعليق (SCM-E) المدمج ببرنامج التحكّم بالثبات ESP Premium 9.1.
وبرزت في دبي الأهمّيةُ التي يوليها خبراء سيارات فيراري في الشرق الأوسط لتاريخ مارانيلّو العريق وللشغف الذي تحظى به العلامة بأبهى حللها من خلال عرض فيديو “باسيوني روسّا” Passione Rossa (الشغف الأحمر) من تقديم المدير التسويقي والتجاري، السيد أنريكو غالييرا. فقد سلّط خطابه المميّز الضوء على نقاط التشابه المفعمة بالأحاسيس بين سجّل فيراري الحافل على حلبة السباق وتاريخها العريق من جهة وبيئة القيادة العالمية المستوى وحب الرفاهية في الشرق الأوسط من جهة أخرى.
تقديمُ تجارب فيراري محلية رائعة من خلال فعاليات ومحتوى رقمي خيرُ دليل على التزام العلامة بالمنطقة. وقد انطلقت هذه النشاطات منذ عامين، مع فيلم “ديزيرتو روسّو” Deserto Rosso (الصحراء الحمراء) في واحة ليوا، ثمّ تحولت إلى حملة “باسيوني روسّا” Passione Rossa (الشغف الأحمر). ويشكّل أسلوب حياة فيراري والسماح للعملاء بالاستفادة من كامل التجارب والأحاسيس الممتعة التي تقدّمها العلامة من العناصر الجوهرية في فيراري.
المحرّك
انطلق المهندسون من محرّك فيراري V8 الذي تمّ اختياره كأفضل محرك عالمي لعامَي 2016 و2017، وعملوا على تطويره من عدّة نواحٍ، فبات يولّد 600 حصان عند سرعة دوران تبلغ 7500 دورة في الدقيقة، أي ما يوازي 156 حصاناً في الليتر الواحد (156 حصان/ليتر)، بفضل اللجوء إلى مكوّنات جديدة وإلى برمجيّات محدّدة لإدارة المحرّك.
وتمكّن المهندسون من بلوغ أعلى درجات الكفاءة الميكانيكية من خلال مكابس وأذرع توصيل مصنوعة من سبائك الألمنيوم العالي المقاومة مع أشكال هندسية غير تقليدية ومشاعب سحب “عالية الشقلبة” بشكل مصمّم خصيصاً للمحرّك. وتمّ تحسين عملية الاحتراق على كامل النطاق المتاح لسرعة دوران المحرّك بواسطة نظام استشعار الأيونات مع إشعال متكيّف ووظيفة الحرق بواسطة الشرارات المتعدّدة. كذلك تمّ الحدّ من الهدر في السحب بفضل مسالك هواء عالي ومنخفض الضغط بشكل أكثر استقامة، فيما يعتمد نظام العادم الجديد على رأس مصنوع من قطعة واحدة.
وتمّ تحسين صوت محرّك فيراري V8 المعروف، وسيتمكّن مَن في السيارة من التمتّع بذلك، ولا سيّما عند كشف السقف. وتحسّنت الكفاءة الميكانيكية أكثر بفضل مضخّة زيت بسعة متغيّرة تقلّل من حاجات الطاقة الهدروليكية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بمضخّة الزيت العادية. كذلك تحسّن أداء المحرّك عبر اعتماد مبرّد داخلي جديد للتوربو يقلّل من الهدر في ديناميات السوائل ويزيد من قدرة الهواء على التبريد في الوقت عينه.
ولا يخرج محرّك Portofino عن عادات محرّكات فيراري التي يغيب فيها أيّ تأخّر في التوربو، مع استجابة شبه فورية لدوّاسة الوقود تقلّ عن ثانية واحدة. ويأتي ذلك نتيجة مباشرة لاعتماد حلول مبتكرة، على غرار العمود المِرفقي المسطّح الذي يحسّن ديناميات السوائل بفضل حجمه المنمنم وكتلته الدوّارة الأكثر انخفاضاً، والتربينات الصغيرة الحجم مع قصور ذاتي منخفض وتكنولوجيا القناتَين التي تحدّ من التداخل بين نبضات غازات العادم الخارجة من الأسطوانات وتزيد من الضغط، ومشعب العادم المسبوك كقطعة واحدة مع أنابيب متساوية الطول لتحسين موجات الضغط.
وتضمّ Portofino نظام إدارة الدفع المتغيّر Variable Boost Management، وهو برنامج تحكّم طوّرته فيراري يعدّل في قوّة العزم بشكل يتناسب مع السرعة المعشّقة. فمع التعشيق صعوداً (من السرعة الثالثة حتّى السابعة)، تتزايد كمية العزم التي يولّدها المحرّك حتّى تصل إلى 760 نيوتن متر. وقد سمح ذلك لفيراري باعتماد نسب تعشيق أطول في سرعات التعشيق العالية، ممّا يساعد على الحدّ من استهلاك الوقود ومن الانبعاثات من جهة، وعلى اعتماد منحنيات عزم مختلفة على نطاق سرعة دوران المحرّك في سرعات التعشيق المنخفضة من جهة أخرى لتأمين استجابة قوية وغير متقطّعة.
وتماشياً مع تقاليد فيراري العريقة، يتحلّى كلّ محرّك من محرّكات الحصان الجامح بصوته الخاصّ المميّز الذي يجعله فريداً بين المحرّكات الأخرى، وينطبق هذا الأمر بدوره على فيراري Portofino.
وعلاوة على أنابيب العادم الجديدة، وللمرّة الأولى في سيارات فيراري، تمّ اللجوء إلى صمّامات للتحكّم بالضغط بتحكّم إلكتروني، ممّا يحسّن سرعة انفتاح هذه الصمّامات ودقّته. وتحرص الصمّامات الجديدة على أن يتغيّر صوت العادم بشكل يتناسب مع مختلف الظروف التي تُستعمل السيارة فيها:
- الإشعال: يبقى الصمّام مغلقاً لمنح صوت معتدل خافت
- وضعيّة Comfort في جهاز “مانيتينو” Manettino: ينفتح الصمّام بزواية غير حادّة ليعطي صوتاً واضحاً معروفاً لا يشكّل مصدر إزعاج في طرقات المدينة أو في الرحلات الطويلة.
- وضعيّة Sport: ينفتح الصمّام ويعطي صوتاً أكثر رياضية وجاذبية ابتداء من سرعات الدوران المنخفضة وصولاً حتى سرعة الدوران القصوى.
الهندسة وتخفيف الوزن
من بين المزايا الأهمّ في سيارة فيراري Portofino أنها أخفّ وزناً بكثير من سيارة California T. ولتحقيق ذلك، عمل مهندسو فيراري بكدّ على كلّ ناحية من نواحي السيارة. فأعيد تصميم كلّ مكوّنات الهيكل وتمّ دمجها إلى حدّ أبعد من قبل. فالعمود الأفقي الأمامي مثلاً لا يتألّف الآن سوى من قطعتين بعدما كان يتألّف من 21 قطعة مختلفة في الطرازات السابقة. وقد سمحت تقنيات التصنيع الحديثة، وعلى رأسها السبك في الرمل الذي يسمح بابتكار قطع مجوّفة، للمصمّمين بصنع أشكال مبتكرة أخفّ وزناً.
كذلك حسّنت هذه التقنيات صلابة البدن بنسبة 35% فيما أصبحت مسافات اللحام على الهيكل والبدن الأساسي أقصر بنسبة 30% مقارنة بالطراز السابق، مما يزيد من نوعية تجميع قطع السيارة.
وخضع البدن والمكوّنات الخارجية لأسلوب العمل نفسه. ومن الأمثلة على ذلك السقف المعدني القابل للطي الجديد الذي أعيد تصميمه بالكامل، بما في ذلك آلية تحريك السقف، فتمّ تخفيض وزنه مقارنة بسقف California T.
وخضعت المقصورة أيضاً إلى بحوث معمّقة، فأعيد تصميم بنية المقاعد بالكامل وصُنعت من سبائك المغنيزيوم لتخفيف الوزن، وأصبحت وحدة المكيّف أصغر حجماً وأكثر فعالية. وتجتمع هذه الحلول كلها للحدّ من وزن السيارة ولتحسين راحة الركّاب على حدّ سواء.
وتمكّنت فيراري من تخفيف الوزن في نواحٍ أخرى من السيارة، مثل الإلكترونيات والمحرّك والبدن الخارجي، فكانت النتيجة أن أصبحت Portofino أخفّ وزناً بـ 80 كلغ من California T.
ديناميات السيارة
خضعت مجموعة الدفع الأساسية ومكوّناتها وأنظمة التحكّم الإلكترونية في سيارة فيراري Portofino إلى الكثير من التحسين. فتمّ تحسين ديناميات السيارة عبر إحداث بعض التغييرات في نظام التعليق، فلجأ المهندسون إلى نوابض أقسى (+15.5% في المقدّمة و+19% في الخلف) وإلى أحدث نسخة من نظام التخميد المغنطيسي الانسيابي (SCM-E) للحرص على نيل راحة كبيرة في القيادة. وتمّ تطوير نظام “ماغنارايد” Magnaride عبر اللجوء إلى نوابض لولبية مزدوجة لتحسين الدقّة والسرعة في ضبط الحقل المغنطيسي وإلى وحدة تحكّم مركزية جديدة من الجيل الثالث (Gen3) تطبّق خوارزميات التحكّم التي طوّرتها فيراري، ولا سيّما تلك المرتبطة بالتحكّم الدينامي الأفقي للتماشي مع التعرّجات والالتواءات التي تشوب الطريق.
مع هذه التعديلات تحسّن التحكّم بالبدن وقلّ الميلان، وهذا بدوره يحسّن الشعور بالقيادة الرياضية، ولا سيما عند اختيار نمط Sport في جهاز Manettino. أما في نمط الراحة Comfort، فقد أصبحت راحة القيادة أفضل من الطراز السابق على الطرقات الوعرة أو غير المستوية.
علاوة على ذلك أدّى اللجوء إلى ترس تفاضلي خلفي إلكتروني من الجيل الثالث E-Diff3 للمرة الأولى في هذا الطراز إلى تحسين الأداء في المنعطفات، سواء أعند دخول المنعطفات أم عند الاتّكال على التماسك الميكانيكي عند التسارع للخروج منها، وذلك بفضل الجمع بين E-Diff3 ونظام التحكّم بالثبات F1-Trac. ويحرص الدمج بين أجهزة التحكّم الإلكترونية بديناميات السيارة على جعل قيادة السيارة أسهل وأدائها أفضل على الطرقات الزلقة، ممّا يضفي المزيد من المرونة على استخدامات السيارة.
يجدر الذكر أيضاً أنّ فيراري Portofino هي أول سيارة سياحة رياضية من المُصنّع الإيطالي تُجهّز بنظام “المقود المؤازَر الكهربائي” EPS الذي يؤدّي دوراً غاية في الأهمية في الإحساس الذي ينتاب السائق من خلال المقود عند قيادة السيارة. وتمّ تحسين استجابة المقود عبر منح المؤازرة شعوراً طبيعياً سلساً، فيما باتت إعادة العجلات إلى وضعيّتها الأساسية عملية دينامية تتماشى مع سرعة السيارة عند تحريك المقود.
وبفضل أداء المقود الدينامي ودمجه مع الترس التفاضلي تمكّن المهندسون من الحدّ من نسبة الانعطاف (زاوية المقود/زاوية العجلة) بنسبة 7 في المئة.
الشكل والديناميات الهوائية
وضع تصميم Portofino مركز فيراري للتصميم Ferrari Design Centre فحرص على تصميم سيارة بطلّة هجومية مع قسم خلفي مائل (فاستباك) وتصميم يقسم السيارة إلى قسمين (two-box design)، وهذا شكل غير معهود في سيارة كوبيه مكشوفة مع سقف معدني قابل للطي. ويضفي هذا الشكل خطوطاً أكثر أناقة لشكل السيارة الجانبي ويزيد من طابعها الرياضي من دون أي تأثير على ديناميتها ورقيّها.
وكما هي الحال مع كل سيارات فيراري، طالت عمليةُ تطويرِ مزايا الديناميات الهوائية كلّ ناحية من نواحي السيارة ومن نواحي تطويرها، انطلاقاً من خيارات التصميم الأولية وصولاً إلى إدارة تدفّق الهواء المخّصص لتبديد الحرارة وإلى شكل كل قطعة وتفصيل في القسم السفلي والبدن الخارجي. وقد تعاون قسما التصميم والديناميات الهوائية في فيراري بشكل وثيق ولا سيما في ما يخصّ الشكل الخارجي والقسم السفلي.
وركّزت عملية التطوير بشكل خاص على الكفاءة الدينامية الهوائية مع إيلاء انتباه خاص إلى الحدّ من الجرّ لأنه يؤدي دوراً مهماً في الأداء وفي التخفيف من استهلاك الوقود والانبعاثات. ولم يكن الأمر سهلاً، إذ كان على مهندسي فيراري زيادة القدرة على تبديد الحرارة (لأنّ قوّة المحرك ازدادت 40 حصاناً) ممّا كان سيؤدّي إلى زيادة معامل الجرّ Cd مقارنة بالطراز السابق. ومع ذلك، لم يتمكّنوا من تبديد حرارة المحرّك الزائدة من دون زيادة حجم المبرّد فحسب، بل حقّقوا معامل جرّ بلغ 0.312، أي بتحسين نسبته 6% مقارنة بالطراز السابق.
ومن خلال التلاعب في مواقع المساحات المقوّرة والمقوّسة اكتسب البدن انطباعاً بأنها ثلاثي الأبعاد، لكن مع ذلك يشعر الناظر إليه بأنه شكل طبيعي للغاية وذلك من خلال التحسينات التي أدخلت على الانحناءات اللازمة لزيادة الفعالية في الديناميات الهوائية.
وعلى طرفَي شبك التبريد الأمامي العريض فتحتا هواء جانبيّتان مخصّصتان لمبرّد التوربو الداخلي، فيما زاد حجم الفتحتان على غطاء المحرّك وازدادت المسافة بينهما لإخراج الحرارة من حوض المحرّك من دون التأثير على راحة الركّاب عندما تكون السيارة مكشوفة.
وتبرز أيضاً في مقدمة السيارة مجموعتا مصابيح جديدتان بشكل أفقي أكثر يتماشى تصميمه مع خطّ الالتواء الذي يمرّ فوق قوس العجلة. ويضمّ طرف المصابيح الخارجي فتحةَ هواء مبتكرة شبه مخفية شكلها أشبه بالستارة الهوائية وتتّصل بمقدّمة تجويف العجلة لتسريع خروج الهواء الآتي من قضبان العجلة وقوس العجلة وتمريره عبر الجانبين المقوّرين للحدّ من الجرّ الذي يولّده أثر الهواء الصادر عن العجلتين الأماميتين.
وأولى المصمّمون عناية كبيرة أيضاً للطريقة التي يضرب فيها النور جانبَي السيارة، فيولّد تأثيراً يعرف باسم “شياروسكورو” chiaroscuro، أي تأثير التباين بين النور والظلّ، ويحول دون أن تبدو كتلة السيارة كتلة واحدة. ويتميّز تصميم السيارة بالأشكال الدقيقة التي يتحلّى بها الجانبين المنحنيين وبالخطوط الأكثر تماسكاً. ويمرّ خطّ التواء من طرف غطاء المحرّك على طول قوس العجلة الأمامي وعبر الباب، ممّا يكسب السيارة خطاً وسطياً ناعماً لكن واضحاً يُبرز الامتداد الناتئ الذي يتحلّى به قوس العجلة الأمامي العلوي وجنيّح إخراج الهواء الجديد الذي تم وضعه بذكاء في موقع يُبدّد فيه الضغط المتولّد داخل تجويف العجلة من خلال فتحة واضحة للنظر.
ويتميّز الشكل الخلفي بتصميم ثلاثي الأضلاع يُبرز طابع المتانة والاتّساع الذي يتّسم به القسم الخلفي من السيارة. وقد مكّن هذا الحلّ الأنيق من تصميم قسم خلفي يخفي ببراعة الحيّز المخصّص لإيواء السقف المعدني. أما المصابيح الخلفية فباتت متباعدة، ولم تعد جزءاً من الصندوق، وهي تضمّ كل مكوّنات الإنارة في داخلها لتخفيف الوزن.
وهنا أيضاً أعطى المصمّمون كامل تركيزهم للمعايير الدقيقة التي تؤثّر في انفصال دفق الهواء عن قسم البدن العلوي، فأدخلوا تحسينات من ناحيتَي الحجم والشكل على المنطقة التي يلامس فيها الزجاجُ الخلفي الجانحَ الخلفي. فقد سمح موقع المصابيح الخلفية بتمديد موقع الجانح وبالتالي تمدّدت مساحة انفصال دفق الهواء التي يمكن التحكّم بها، ممّا خفّض من إجمالي الجّر.
المقصورة
تلقّت مقصورة Portofino بدورها عناية كبيرة في التصميم والتطوير لتتماشى مع الشكل الخارجي الأنيق والمنمنم الذي بمجرّد النظر إليه يدرك الناظر أنها سيارة سياحة رياضية. وقد حدّد فريق التصميم في فيراري بعض المتطلبّات الأساسية المحدّدة لاعتمادها في المقصورة، أهمّها التناغم الشكلي والوظيفي بين شكل السيارة الخارجي والمقصورة، والحدّ من الوزن، وزيادة الحيّز المتاح للركّاب.
وعند النظر إلى المقصورة من فوق يظهر الترتيب المتناسق والمساحة المحسّنة للمقعدين الخلفيين بوضوح. ويتميّز شكل لوحة التجهيزات الأمامية بقسمَين يضمّان كلّ المكوّنات التقنية وبجسر يربط نظرياً بين منطقة العدّادات واللوحة الوسطية بين المقعدين التي صُمّمت لتشكّل فاصلاً بين السائق والراكب.
ولطالما اشتهرت سيارات فيراري بالانتباه الشديد الذي يكنّه المصممون لاختيار الموادّ والتزيينات وعمليات التركيب. ويُبرز طابع Portofino الرياضي والأنيق في آن المتطلبات الكبيرة التي تفرضها عملية التصميم والابتكار بغية تحقيق أروع ما يمكن تحقيقه حتّى في أصغر التفاصيل، وذلك عبر الجمع بين العناصر والموادّ المتطورة مع التركيب باليد واللمسات النهائية المشغولة يدوياً.
أما المقاعد فهي أيضاً ثمرة بحوث خاصّة وتتميّز ببنية مبتكرة من المغنيزيوم. أما اللجوء إلى حشوات مختلفة الكثافة وظهر مدمج للغاية فيؤمّن المزيد من المساحة للمقعدين الخلفيين مقارنة بالطراز السابق.
ويحرص المقعدان بتعديل كهربائي بـ 18 وضعيّة على تأمين راحة كبيرة حتّى في الرحلات الطويلة. وعلاوة على إمكانية تعديل المقعد والظهر طولياً، يمكن تعديل ارتفاع المقعد وزاويته والوسادات الجانبية والمنطقتين الوسطى والسفلية في ظهر المقعد. وعند الضغط على زرّ Comfort الذي يقع على جانب المقعد الأمامي تظهر على الشاشة أزرار التحكّم بوسادة قعر المقعد التي يمكن تعديل طولها (وتؤمّن الدعم للفخذين حتى لو كان السائق أو الراكب طويل القامة) وبوسادات الدعم الهوائية على طرف ظهر المقعد ووسطه وبتدفئة المقعد.
وعلى غرار سيارات السياحة الرياضية الأخرى لدى فيراري، يضمّ “جهاز التفاعل بين الإنسان والآلة” HMI لوحة عدّادات وشاشات TFT موزّعة حول عدّاد سرعة دوران المحرّك ضمن مجموعة عدّادات كبيرة دائرية مقاومة للسطوع وتقع على محور المقود المتعدّد الوظائف.
وينال الراكب شاشة لمسية خاصّة به متّصلة مباشرة بالشاشة الأساسية وتعرض كل المعلومات المرتبطة بسرعة السيارة وسرعة دوران المحرّك والسرعة المعشّقة. ويمكن التحكّم بوظائف نظام الترفيه عبر شاشة لمسية قياس 10.25 بوصة تقع في وسط لوحة التجهيزات على مسافة قريبة من السائق والراكب على حدّ سواء.
ومن العوامل المساهمة في زيادة الراحة في المقصورة التحسين الكبير في فعالية المكيّف الذي زادت سعته بنسبة 20% مع تخفيف 8 ديسيبل من صوته. وأخيراً، عند كشف السيارة يقلّل حاجب الهواء الجديد دفق الهواء فوق جسم الركّاب بنسبة 30 في المئة (ناقص 17% فوق الرأس وناقص 40 في المئة فوق الصدر)، مما يحدّ كثيرا من ضجيج الهواء في المقصورة.