شهد العالم، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2016، تعطل عشرات المواقع الإلكترونية نتيجة هجمة شرسة تعرّض لها الإنترنت أطاحت بنصف الشبكة العالمية صباح ذلك اليوم.
و قال الخبير الأمني في “كاسبرسكي لاب”، محمد أمين حاسبيني، إن هجوماً من نوع DDOS أو الهجمات الموزعة للحرمان من الخدمة”، على نظام الإنترنت DNS، التابع لشركة DYN العالمية، ما أدى الى تعطل العديد من المواقع على الشبكة.
ماذا حدث
الذي حصل هو إتاحة شيفرة شركة BOT NET والمعروفة باسم MIRAI والمكونة من 145 ألفاً من أجهزة تسجيل الفيديو والكاميرات الرقمية المصنعة في الصين، واستغلالها لشن هجوم على نظام أسماء الإنترنت DYN الذي تعتمد عليه معظم مواقع الإنترنت.
وهو ما أدى الى توقف عمليات الإنتاج في الشركات وإلحاق أضرار وخسائر بالغة بها.
ورغم تبني مجموعة أطلقت على نفسها اسم “قراصنة عالم جديد”، الهجوم على الشبكة، فإن حاسبيني أوضح أنه لا يمكن التأكد من صحة ادعائهم، ولابد من كشف البلد الذي حدث منه الهجوم.
خطورة الهجمات
تنبع خطورة الهجمات من كون كل شيء في الحياة أصبح معتمداً على الإنترنت، ولتحديد قوة الهجوم الذي حصل يكفي أن نعرف أن أخطر هجمات DDOS في المنطقة الذي حدث بالإمارات، وصل حده الأقصى الى 90 غيغابايت في الثانية، في حين أن الهجوم الأخير وصل 1.5 تيرابايت في الثانية، أي أكبر حوالي 15 مرة من سابقه.
ومع تحول المدن حول العالم الى مدن ذكية، فإن الهجوم على الشبكة سيؤدي الى تعطيل حياة الناس من خلال وقف شبكات المواصلات الجوية والبرية والبحرية، وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، كما سيؤدي الى إمكانية استهداف المنشآت الهامة داخل الدول مثل المحطات النووية، وتعطيل البنوك والمؤسسات المالية.
والأخطر من ذلك هو شن تلك الهجمات من قبل منظمات إرهابية، وبالتالي سيطرتها على المنشآت الحيوية.
الحل قبل وقوع الكارثة
يوضح حاسبيني أن على الحكومات في دول العالم أن تتعاون مع شركات أمن المعلومات، لإيقاف شركة BOT NET، وتحديد مصدر الهجوم.
كما على المجتمع الدولي سن قوانين دولية، تفرض عقوبات على من يقوم بهذه الهجمات وعلى الدول التي يشن منها الهجوم والتي قد تريد تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.
فالإنترنت – حسب قوله – “غابة” ولابد من وجود تشريعات تحكمها وإلا خرجت الأمور عن السيطرة.