مارس 7, 2025 6:32 ص
6:32 ص

مصري يؤسس شركة في أمريكا لتمويل الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط

قبل تأسيسه شركة تقنية بمليارات الدولارات في وادي السليكون، أراد عمرو عوض الله أن يصبح أستاذاً في جامعة القاهرة مثل والده الذي درّس الاقتصاد هناك. يقول عوض الله، 45 عاماً: “منذ أن كنت صغيراً، أعدني والدي لأكبر وأصبح أستاذاً جامعياً”. في عام 1995، بعد حصوله على الماجستير من جامعة القاهرة بتخصص هندسة الحاسوب، التحق ببرنامج الدكتوراه في الهندسة الكهربائية في جامعة ستانفورد؛ القرار الذي أدى به إلى تغيير مخططاته.

عوض الله يشغل الآن منصب رئيس قسم التقنية في (Cloudera) ومقرها بالو ألتو بكاليفورنيا، والتي تستخدم برامج مصدر مفتوح قائمة على السحابة لإدارة البيانات وتحليلها في مجالات متنوعة مثل الزراعة والطب والتصنيع. وهو واحد من ثنائي شهير. شريكه  في التأسيس جيف هامرباتشر، من أوائل موظفي (فيسبوك) وخبير رياضيات، وكان مسؤولاً عن جمع البيانات وتحليلها.

ويرجع الفضل لهامرباتشر في صياغة مصطلح (علم البيانات- Cloudera)، التي لاتزال شركة خاصة، جمعت أكثر من 1 مليار دولار من المستثمرين، عند تقييم قيل إنه بلغ 4.5 مليار دولار، وحوّلت عوض الله إلى مليونير. ورغم أنه يعيش في باي آريا، ويحمل الآن جواز سفر أمريكياً، لايزال عوض الله يزور مصر نحو مرتين في العام لرؤية والديه ويتحدث في المحافل التقنية في مصر والأردن ودبي والسعودية. ومؤخراً، أصبح مستثمراً فاعلاً في الشركات الناشئة المصرية، لأنه يرى نقصاً في الاستثمار الرأسمالي في الشركات التقنية الناشئة، لاسيما في المراحل التي تتلو المرحلة التأسيسية.

نتيجة لذلك، لا يجد العديد من الشركات الناشئة الواعدة التمويل لتعزيز نموها، مما يجبرها على طلب الاستثمار من مؤسسات الاستثمار الرأسمالي الأمريكية. “نريد منظومة تكون مكتفية ذاتياً من حيث التمويل. لا نريدك أن تأتي إلى وادي السليكون للحصول على التمويل”. ومن الطرق التي يتبعها لاستقطاب الاستثمار المحتمل حاضنة الأعمال (Flat6Labs) ومقرها القاهرة، حيث صادف (Instabug) أثناء زيارته كمتحدث ضيف في عام 2012. جمعت هذه الشركة الناشئة ومقرها الجيزة، التي تكتشف العيوب البرمجية في التطبيقات، الغالبية العظمى من تمويلها في وادي السليكون. وشارك عوض الله في جولتين لتمويل (Instabug)، جولة تأسيسية بمقدار 300 ألف دولار في 2013 وجولة بمقدار 1.7 مليون دولار في 2016. وقد استثمر في (Instabug) لأنه يرى سوقاً عالمية لمنتجها؛ الأمر غير الاعتيادي بين الشركات الناشئة العربية.

وقد أقر بأن هناك استثمارات أخرى مصدرها عاطفي. من الأمثلة عليها (Wuzzuf)، موقع التوظيف الإلكتروني والمرادف المصري لـ(Careerbuilder) أو (Monster.com). إنه موقع مفيد لكنه بعكس (Instabug) مقيّد بمصر والمنطقة. كما أن عوض الله يراقب البيانات الكبيرة في الشرق الأوسط، التي يقول إنها متأخرة الآن عن غيرها لكنها ستتحسن. وظفت Cloudera مؤخراً عدداً من مندوبي المبيعات في دبي، والتي يأمل عوض الله أن تكون بداية لإنشاء مصالح أوسع في المنطقة. ويبتعد عوض الله عموماً عن مواقع التجارة الإلكترونية التي تسارع إلى ملاحقة الصناعات المعروفة مثل توصيل الطعام والتعليم الإلكتروني والسفر. ولديه حالياً 5 استثمارات في مصر تعد (Instabug) أكبرها. ومنها أيضاً موقع الخصومات (Offerna).

 نحو ثلث استثماراته موجود في مصر. أما البقية ففي الولايات المتحدة حيث موّل الشركات الناشئة التي تركز على ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والبيانات الكبيرة وغيرها. وقد قرر عوض الله أن يغدو ريادياً عندما كان في ستانفورد، حيث أصبح مفتوناً بوادي السليكون. يستذكر قائلاً: “كان في ستانفورد برنامج ريادي نشط للغاية. كانت الدعوات تُوجه باستمرار للمتحدثين من أبناء القطاع”.

وقد ألهمه ذلك فاشترك في دروس للأعمال والريادة. في 1998، أخذ إجازة من برنامج الدكتوراه لتأسيس (VivaSmart)، مع أحد زملائه في الدراسة. وقد طورا نظام إدارة محتوى لمقارنة أسعار التسوق والمعلومات حول المنتجات. بعد عام، اشترت (Yahoo) الشركة الناشئة مقابل 5 ملايين دولار، وكان ذلك نهاية تطلّع عوض الله لأن يكون أستاذاً جامعياً. فقد أمضى السنوات الـ8 التالية في العمل لدى (Yahoo)، وأصبح في النهاية نائب رئيس قسم هندسة استقصاء المعلومات حول المنتجات. وكان والده خلال ذلك الوقت يحثه على إتمام درجة الدكتوراه. “ظللت أخبره: أبي، أنا مليونير الآن ولا أريد شهادة الدكتوراه”. رجع عوض الله عن قراره في النهاية وحصل على الدرجة في 2007. كان من بين أهم مسؤولياته في (Yahoo) إدارة تحليلات البيانات والمعلومات التجارية في الشركة. يقول: “تعرفت بشكل مباشر على المشكلات والتحديات المتعلقة بالتعامل مع البيانات الكبيرة”.

كانت البيانات الكبيرة وتحليلاتها تلقيان الاهتمام لأن إمكانية الحوسبة أصبحت أقل كلفة وأكبر تأثيراً. في الوقت ذاته، كانت الشركات تجمع كميات كبيرة من البيانات من مصادر مختلفة، وكانت تطمح إلى اكتشاف معلومات ثمينة لتحسين المنتجات والخدمات المعدة حسب الطلب للعملاء عبر مجموعة من التطبيقات؛ بدءاً من التسويق وحتى الرعاية الصحية. ترك عوض الله (Yahoo) في عام 2007 ليصبح ريادياً مقيماً لدى (Accel Partners)، شركة الاستثمار الرأسمالي ومقرها بالو ألتو. وهناك التقى بالريادي جيف هامرباتشر الذي كان ريادياً مقيماً أيضاً. في عام 2008، أسس الاثنان (Cloudera). ربما تكون أحلامه بأن يصبح أستاذاً في جامعة القاهرة قد تلاشت الآن، لكن عوض الله وجد بالتأكيد طريقة أخرى ليكون معلماً. يقول: “بدأت ألاحظ مؤشرات على أن منظومة الشركات الناشئة في المنطقة تتحسن، لكن لايزال الوقت مبكراً جداً لتسمية ذلك نجاحاً”. حتى يحين موعد النجاح، يؤدي عوض الله دوره على أكمل وجه

شاركها من هنا ...
Facebook
Twitter
LinkedIn
Email
WhatsApp
اقرأ أيضاً ...