خصصت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني معارض ملتقى آثار المملكة، المقامة حاليا في المتحف الوطني بالرياض وتستمر حتى 30 ربيع الأول 1439هـ (18 ديسمبر 2017) معرضا للمكتشفات الأثرية الحديثة، التي تم العثور عليها من خلال البعثات السعودية الدولية للتنقيب عن الآثار التي تعمل حاليا في مختلف مناطق المملكة.
ويحوي المعرض44 قطعةً أثرية لفتت انتباه زوار المعرض، لا سيما أنها تحكي تاريخ عدد من الحقب التاريخية التي مرت على أراضي المملكة.
وتحكي القطع الأثرية المكتشفة حديثاً، عن كون الجزيرة العربية لعبت دوراً هاماً في التجارة العالمية، نظير موقعها الاستراتيجي الرابط بين شرق آسيا من جهة، وأوربا والعالم الآخر من جهةٍ أخرى.
ويجد محمد الحلوي وهو خبير آثار يعمل في المتحف الوطني في الرياض، هذا المعرض المصاحب لملتقى آثار المملكة الأول الذي أقيم في الرياض، رافداً من روافد تأكيد وتجسيد أن الجزيرة العربية كانت لاعباً لا يستهان به في رسم التاريخ المعاصر.
وقال حلوي: “كل عام تخرج لنا العديد من البعثات السعودية والأجنبية المشتركة في عدة من المواقة لتكشف لنا عدد من القطع التاريخية النادرة. هذا يعطي ويعزز مفهوم لعب الجزيرة دوراً محورياً في رسم التاريخ المعاصر والحديث”.
ومن أبرز المعروضات في معرض المكتشفات الحديثة جرة فخارية كاملة متوسطة الحجم كروية الشكل ذات لون كريمي بها زخارف ذات تمويج، وآنية فخارية صغيرة مفقود جزء منها شبه كروية يوجد عليها بعض الزخارف الملونة، وأداة حربية مصنوعة من البرونز50× 5سم، وقطعة من الحجر الرملي 23×28 سم، بها تجويف من الأعلى ربما تستخدم لحرق البخور، ويوجد على واجهتها نقش لحياني غائر مكون من 16 سطراً، تم العثور عليها من موقع (أم درج) بمحافظة العلا.
ويرى عبد العزيز السالم أحد زوار المعرض وهو طالب جامعي، أن الاطلاع على التاريخ من أهم عوامل تعزيز الثقة بالنفس، والثقة بالإرث الحضاري. ومضى السالم يقول “نملك تاريخ في المملكة العربية السعودية لا يستهان به. علينا جميعاً إدراك أن بلادنا شهدت على حقب تاريخية مهمة وأسهمت في صناعة التاريخ المعاصر. يجب أن نربي أجيالنا على أهمية إرثنا الحضاري وتاريخنا العظيم”.
أما زميله فهد العنزي، وهو طالب جامعي أيضاً، فيرى ضرورة تفعيل حب المتاحف الوطنية في نفوس السعوديين، ويقول “أستغرب حينما أرى السعوديون يتسابقون في الخارج على زيارة المتاحف، بينما متاحف بلادهم لا يفكرون في زيارتها. من هنا نحن أمام ضرورة وعي مطلق بالإرث الذي تكنزه أرضنا الطاهرة”.
وبالعودة للقطع المعروضة، فبيرز عرض مذبح لحياني من الحجر الرملي 114×47 سم ، له مجرى (ميزاب) طويل منحوت وغائر، عثر عليه في موقع (أم درج) بمحافظة العلا، ونقش لحياني على واجهه حجرية مستطيلة الشكل مكتوب بأسلوب الحفر الغائر للأحرف والحفر البارز للأحرف، بالإضافة إلى تمثال صغير الحجم مصنوع من الحجر الرملي، مفقود الراس وفي منتصفه ثلاث ثقوب صغيرة وبجانبها حزوز على شكل خطوط، وعمله من البرونز عليها صورة حاكم روماني تعود للقرن 3 ميلادي، و عملة عثمانية من الفضة ضرب 1255هـ، وسيف من البرونز يبلغ طوله 56 سم عثر عليه في حفرية مدافن عين ضلع بالخرج 2013م.
وتحتوي المعارض المقامة على هامش ملتقى آثار المملكة “الأول”، معرض الآثار الوطنية المستعادة من الداخل والخارج، ومعرض المكتشفات الأثرية الحديثة بالمملكة، ومعرض عناية واهتمام ملوك المملكة بالآثار والتراث الوطني (بالمشاركة مع دارة الملك عبدالعزيز)، ومعرض مصور عن مشروع ترميم محطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة بالمشاركة مع مؤسسة التراث الخيرية، ومعرض هيئة المساحة الجيولوجية، ومعرض الطوابع التذكارية، ومعرض الصور التاريخية، ومعرض رواد العمل الأثري، ومعرض الكتب المتخصصة في مجال الآثار، ومعرض الحرف والصناعات اليدوية، ومعرض الفنون التشكيلية.
وتفتح المعارض، أبوابها من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، ما عدا يوم الجمعة من الرابعة عصراً حتى الثامنة مساءًا، ويوم الأحد من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصرا.