«ومن الحب ما قتل»، هذا هو واقع المأساة التي حدثت لطفل في مدينة دبي، فبعد أن نجحت شرطة دبي في إنقاذ الطفل الذي لم يتجاوز الست سنوات، بعد سقوطه في بئر قديمة في قريته، ليلقى مصرعه بعدها؛ بسبب رفض عائلته السماح لسيارات الإسعاف بنقله إلى المستشفى، واكتفوا بعناقه وتقبيله، فرحة بعودته سالماً
ونقلت صحيفة “إيميريتس 24/7” عن المقدم أحمد بورقيبة، نائب مدير إدارة البحث والإنقاذ في شرطة دبي، قوله إن هذه الحادثة من أتعس الحالات التي شهدها في حياته المهنية
وأوضح أن هذه الحادثة وقعت قبل بضع سنوات في قرية حدودية، بين الإمارات العربية المتحدة ودولة مجاورة
وتحدث بورقيبة عن الحادثة، بهدف توعية الأشخاص وتذكيرهم أنه في مثل هذه الحالات الطارئة، من الأفضل السماح للخبراء بالتعامل معها
وذكر بورقيبة، أن سلطات البلد المجاور، طلبت المساعدة من شرطة دبي؛ لإنقاذ طفل علق في بئر قديمة، ولبت شرطة دبي النداء: “عند وصولنا، كان من الصعب جداً على فرق الإنقاذ دخول البئر، كونها قديمة جداً وضيقة، وأي محاولة للتدخل كانت ستؤدي لانهياره”
وأشار إلى أن الشرطة ضخت الأكسجين داخل البئر بمعدات خاصة، حتى يتمكن الطفل من التنفس، وركبت الأضواء والكاميرات لتسهيل مراقبته
وفي الوقت نفسه، بدأ فريق العمل بحفر بئر موازية بجانب البئر القديم؛ من أجل إنشاء ممر آخر يربط بين قاعي البئرين للوصول إلى الصبي وإنقاذه
وأوضح بورقيبة أن عملية الحفر استغرقت بضع ساعات، ولحسن الحظ، تمكنوا من إنقاذ الصبي وإخراجه
وقال: “كنا سعداء لإنقاذ الصبي، ولكن أهل القرية وعائلته كانوا أكثر سعادة، وانشغلوا بعناقه وتقبيله، بينما كان هذا الأخير بحاجة لرعاية طبية، ونقله إلى المستشفى
وكانت شرطة دبي، قد جلبت معها سيارة الإسعاف؛ لنقل الطفل، ولكن عائلته أصرت على نقله في سيارتها الخاصة
وأوضح بورقيبة أن “الحادثة كانت في بلد آخر، وبالتالي، لم تكن لدينا سلطة عليهم، وفي وقت لاحق، تم إبلاغنا أن الصبي قد توفي لدى وصوله إلى المستشفى”، وأضاف أن الصبي كان بحاجة للرعاية الطبية، بعد بقائه لعدة ساعات في البئر الضيقة، ولكن أهله ضيعوا الوقت في احتضانه وتقبيله، وعوض إرساله في سيارة إسعاف مجهزة بكامل المعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح، أصروا على نقله في سيارتهم الخاصة
“إنه لأمر محزن، وعلى الجمهور الانتباه في مثل هذه الحالات والتحكم في سلوكياتهم وعواطفهم، والسماح لذوي الخبرة بإنجاز مهامهم”