بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – تم افتتاح دار الفنون الموسيقية تحت رعاية صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء ، رئيس اللجنة العُليا لدار الأوبرا السلطانية – مسقط ، وقد جرى الاحتفاء بهذه المناسبة يوم الثلاثاء الموافق 15 يناير 2019م ، حيث أقيم على مسرح دار الفنون الموسيقية حفل موسيقي ، بحضور مجموعة من المسؤولين والشخصيات من داخل السلطنة وعدد من دول العالم ، كما شارك في الحفل أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى السلطنة .. وقد تضمن الحفل تقديم العديد من الفقرات الموسيقية المتنوعة من عُمان والعالم ، حيث قدمت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بمشاركة فريق الإنشاد الأوبرالي وفرقة الإنشاد الحماسي في الجزء الأول من البرنامج بعدد من المقطوعات يعود جانب منها إلى التراث الفني العُماني ، وتضمن الجزء الثاني مختارات من روائع الأوبرا العالمية قدمتها أوركسترا التشيك السيمفونية الوطنية ، وشارك في تقديمها السوبرانو العالمية الجورجية نينوماشايدزي ، وأشهر مغني التينور المكسيكي رامون فارجاس ، وكان الحفل بقيادة المايسترو الإيطالي المشهور جيوسبي فنزي .
وقد مثّل افتتاح دار الفنون الموسيقية حدثاً هاماً لكونه معلماً آخر
يسهم في تنفيذ رؤية جلالة السلطان المعظم ، ورعايته للفنون والثقافة ، ويُعد ذلك
إضافة جديدة إلى جانب دار الأوبرا السلطانية مسقط التي انطلقت منذ ثماني سنوات من
أجل الارتقاء بالفنون ، والتواصل الحضاري مع كافة الدول التي لها تـراث فني عـريـق
،
تعزيزاً للتعاون الفني والثقافي معها ، مما ساهم في إبراز قدرة عُمان على استضافـة الفعاليات الفنية والثقافية وفق أرقى المعايير العالمية ، فقد تمكنت دار الأوبرا السلطانية مسقط منذ إنشائها من تقديم مجموعة واسعة من الأعمال الفنية الأوبرالية والحفلات الموسيقية من التراث العالمي ، فضلاً عن إقامتها للمناسبات الثقافية الأخرى أخذاً في الاعتبار أبناء الجيل الصاعد ، وحققت دار الأوبرا نجاحاً منذ انطلاقها وحتى الآن في ضوء ما يتم بذله من جهود ، إلى جانب ما تقدمه من أعمال لاقت الاستحسان ، وقد جاء تأسيس دار الفنون الموسيقية لتكامل الأدوار مع ما تقوم به الأوبرا السلطانية مسقط بالتركيز على الجوانب التثقيفية الأخرى من خلال المعرض الفني الثقافي الدائم بالدار الذي سوف تستخدم فيه التقنيات الحديثة ، هذا إلى جانب المعارض الزائرة والمحاضرات الثقافية التي تلقي الضوء على تطور الفنون عبر العصور وارتباطها بما شهده العالم في كل مرحلة من تاريخه من تنوع في هذا المجال .
وتقع دار الفنون الموسيقية محاذية للمجمع الرئيسي لدار الأوبرا السلطانية مسقط عبر الشارع ، وتعكس للناظر أناقة وروعة المكان ، ويمتد الجسر عبر الشارع للربط بين مجمعي الأوبرا السلطانية حيث الهندسة المعمارية التي تمزج بين لمسات الشرق والغرب والنمط التقليدي والحديث ، ويتميز المبنى بالحفاظ على الطراز المعماري التراثي مع الأخذ بالتقنيات الحديثة ، الذي جاء على غرار ما في دار الأوبرا السلطانية ، شبيهة لها في الأسلوب المعمـاري مع الاستخـدام الواسع للأخشـاب والـرخـام والتصماميم المستوحاة من نقوش عربيـة ذات الطابع العُماني ، كما هو واضح في الأبواب الخشبية والشرفات والزخرفة الجميلة التي تستلهم روح الفن الإسلامي ، مما يشعر الزائر بالسرور والترحاب .. لقد جاء تأسيس دار الفنون الموسيقـية لتكون مرفقـاً حيوياً لاستيعاب المزيد من الأعمال الفنية والموسيقية ، كما أن دور المسرح بالدار هو دعم مجموعة من الفعاليات الثقافية ، إلى جانب أداء الأعمال الأوبرالية التي تعود إلى الحقبات الماضية ، وتوفير المكان المناسب لعدد من الفعاليات لما يتميز به المسرح من تصميمات تؤهله للتعاطي مع متطلبات العروض المتنوعة ، كما يضم مجمع دار الفنون الموسيقية ميداناً من الحجر الجيري المحاط بأقواس كبيرة ، وأروقة ذات تهوية متجددة مصممة لتعطي المكان حيوية ، ولتتيح على ساحتها تقديم عروض مرتجلة ، وتضم الدار أيضاً مكتبة موسيقية وأرشيفات بحثية ومركزاً ثقافياً ، إضافة إلى المعرض الدائم ، والقاعات المخصصة لاستضافة المعارض الزائرة .