بات المغرب وجهة سياحية متميزة تمزج بين التراث الغني والتجارب المتنوعة، حيث يزخر بمعالم تاريخية، ومناظر طبيعية خلابة، وأنشطة ثقافية وترفيهية تلبي تطلعات مختلف الزوار، وبفضل موقعه الجغرافي الفريد وثقافته العريقة، أصبح المغرب واحدًا من أكثر الوجهات السياحية جذبًا في إفريقيا، مستقطبًا ملايين السياح سنويًا.
ووفقًا لوزارة السياحة، استقبل المغرب 17.4 مليون زائر في العام الماضي 2024، محققًا نموًا بنسبة 20% مقارنة بعام 2023، وبارتفاع ملحوظ بنسبة 33% عن مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019، عندما بلغ عدد السياح 13 مليونًا.
مدن تاريخية
يتميز المغرب بمدن تاريخية التي تحتضن معالم ذات قيمة ثقافية وتراثية كبيرة، من بينها: الدار البيضاء، المدينة الاقتصادية الكبرى، والتي تضم مسجد الحسن الثاني، أحد أبرز التحف المعمارية الإسلامية بمئذنته الأطول في العالم وإطلالته المباشرة على المحيط الأطلسي، كما يوفر “حي الحبوس” تجربة تسوق تراثية وسط الأزقة الضيقة التي تعرض الحرف اليدوية التقليدية، ولا يمكن نسيان كورنيش “عين الذئاب” الذي يعد وجهة مثالية لمحبي الاسترخاء والاستمتاع بالمقاهي والمطاعم المطلة على البحر.
تنوع حضري
أما الرباط، العاصمة الإدارية والتاريخية، فتمثل تجربة متميزة تجمع بين الإرث الملكي والتطور الحضري، فهي غنية بالمعالم مثل قصبة الأوداية ذات الأزقة الزرقاء والبيضاء المطلة على نهر أبي رقراق، وصومعة حسان، وضريح محمد الخامس الذي يجسد روعة الفن المغربي التقليدي، وفي طنجة، المدينة الواقعة على مضيق جبل طارق، والتي كانت ملتقى للحضارات الأوروبية والعربية والإفريقية عبر التاريخ، تبرز القصبة ومغارة هرقل كمعالم سياحية رئيسية، بالإضافة إلى موقع رأس سبارطيل، الذي يمنح زواره مشهدًا بديعًا لالتقاء البحرين.
سياحة متجددة
شهد قطاع السياحة المغربي تحولات جذرية خلال العقدين الماضيين، حيث انتقل من النموذج التقليدي إلى نموذج أكثر تكاملًا يجمع بين السياحة الثقافية والترفيهية، مما جعل مدنًا مثل مراكش وفاس وطنجة وجهات عالمية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما ساهمت الفعاليات الثقافية الكبرى مثل مهرجان مراكش للضحك ومهرجان موازين في الرباط، في تعزيز جاذبية المغرب واستقطاب آلاف الزوار سنويًا.
في الوقت نفسه، حققت السياحة البيئية تطورًا ملحوظًا، حيث أصبح تسلق جبل طوبقال، وهو أعلى قمة في شمال إفريقيا، من الأنشطة المفضلة لعشاق المغامرات، بينما باتت تجربة التخييم في الصحراء واستكشاف الواحات الجنوبية وجهة مفضلة للراغبين في التمتع بجمال الكثبان الرملية الخلابة.
ويعزى هذا النجاح إلى الاستثمار المستمر في البنية التحتية السياحية، وتنوع الأنشطة التي تلبي مختلف الأذواق، فضلًا عن الضيافة المغربية الأصيلة، ما جعل المملكة وجهة مفضلة للملايين، وساهم في جعل السياحة إحدى ركائز الاقتصاد الوطني.
شراكة سياحية
وفي إطار جهوده المستمرة لدعم القطاع، عقد المكتب الوطني المغربي للسياحة، شراكة مع “ويجو”، التطبيق الأول للسفر وسوق السفر الإلكتروني الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف الترويج للمغرب كوجهة سياحية عالمية، وذلك من خلال تسليط الضوء على المزايا الفريدة التي تتمتع بها البلاد، من المعالم التاريخية العريقة، والمناظر الطبيعية الخلابة، إلى التجارب الثقافية الغنية، فضلًا عن المغامرات الاستثنائية وفرص الاستجمام الفاخر.
وتتضمن الاتفاقية إطلاق حملات تسويقية رقمية مبتكرة ومبادرات ترويجية متكاملة، تستهدف جذب المسافرين الباحثين عن تجارب سياحية متميزة وتعريفهم بتنوع الوجهات المغربية، كما ستوفر “ويجو” محتوى ثريًا يعكس أصالة الثقافة المغربية، ويقدم معلومات شاملة عن أبرز المعالم والتجارب، مما يساهم في تحسين تجربة تجربة الزوار، وترسيخ مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية.
طموح عالمي
يطمح المغرب إلى دخول قائمة أفضل 15 وجهة سياحية عالمية بحلول عام 2030، مع استهداف 26 مليون سائح سنويًا، ولتحقيق ذلك الهدف، يعتزم استضافة فعاليات رياضية كبرى، مثل كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إلى جانب تطوير البنية التحتية السياحية عبر إطلاق 24 خط طيران دولي جديد لتسهيل وصول السياح، وذلك ضمن رؤية المغرب لتنمية السياحة المستدامة، وتحسين تجربة المسافرين، وتعزيز مكانته على خريطة السياحة العالمية.
رحلة متكاملة
لا تقتصر جاذبية المغرب على معالمه الأثرية أو طبيعته الساحرة، بل تمتد إلى تنوع التجارب التي يقدمها لزواره، فمن خلال رحلة واحدة، يمكن للسائح استكشاف مدن تاريخية مثل فاس ومراكش، والاستمتاع بأجواء البحر في أغادير، أو خوض تجربة المغامرة في جبال الأطلس.
هذا التنوع، المدعوم بالاستثمارات في البنية التحتية والخدمات السياحية، يجعل المغرب وجهة مثالية تلبي تطلعات الجميع، سواء كانوا من الباحثين عن المغامرة، أو الراغبين في الاستجمام، أو المهتمين بالثقافة والفنون، ومع استمرار النمو والتطوير، يواصل المغرب تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية تنافس أبرز الوجهات في العالم.
شاهد أيضا : السفر في 2025 | المملكة العربية السعودية تتجه نحو آفاق جديدة: رحلات أكثر وتوجهات نحو المغامرة والسياحة التراثية مع صعود الإنفاق الذكي والذكاء الاصطناعي