Page 4 - Issue 68
P. 4

‫كلام الناس‬

     ‫ساعي خير‬                                                  ‫محمود الوادي‬

‫فـي قـريـة بعيدة كـان هـنـاك رجـان لا يـجـدان عـمـاً وكانت‬        ‫إذا أردت أن تغير فعلاً‬
‫قريتهما مـشـهـورة بالفاحين الـذيـن يملكون الـخـراف‪ ،‬وفـي‬          ‫قديم ًا للأفضل أوصد‬
‫يـوم من الأيـام قـرر هـذان الـرجـان سرقة الـخـراف لياً دون أن‬
‫يراهما أحد‪ ،‬بدأ أصحاب الخراف بالتساؤل لأن عدد الخراف‬                    ‫أبواب الماضي‪.‬‬
‫بدأ ينقص يوم ًا عن يوم فعقد الفاحون اجتماع ًا قرروا البقاء‬
‫مستيقظين فـي ليلة معينة ليراقبوا الـوضـع وبــدأوا بتنفيذ‬
‫الخطة وظهر الرجان ملثمان وسرقوا الخروف الأول وما أن‬
‫أدارا ظهرهما إذ بالفاحين قد امسكوا بهما فكان العقاب أن‬
‫يحموا سيخين على النار الأول مكتوب عليه «س» والثاني «خ»‬
‫ليطبعا على جبينهما «أما حرف س هو سارق وحرف خ خروف»‪،‬‬
‫فكان هذين الرجلين أينما ذهبا يعرفهم الناس بسارقي الخراف‪،‬‬
‫الأول لم يتحمل الوضع والإهانة في قريته فقرر الذهاب لقرية‬
‫أخرى لا يعرفه أحد فيها‪ ،‬أما الثاني فقرر البقاء في قريته ونوى‬
‫في نفسه تغيير حاله للأفضل‪ .‬فأصبح يساعد الكبير ويعطف‬
‫على الصغير ويقوم بأعمال خير لا تعد ولا تحصى حتى أحبه‬
‫الجميع وبقي على هـذا الحال إلـى أن كبر وشـاخ وفـي يـوم من‬
‫الأيام كان هذا العجوز المطبوع على جبينه (س خ) جالس ًا في‬
‫قهوة القرية والجميع يسلم عليه ويثني عليه كان هناك رجل‬
‫غريب عن القرية فأثار حال الرجل العجوز فضوله فقام وذهب‬
‫لصاحب المقهى وسأله‪ :‬ما بال هذا العجوز الكل يسلم عليه‬
‫ويثني عليه؟ وما هذا المطبوع عل جبينه؟ ماذا برأيكم أجاب‬
‫صاحب المقهى؟ قـال‪ :‬هـذه قصة قديمة ولكن اظـن أن هذين‬

                      ‫الحرفين ( س خ ) تعني «ساعي خير»‬
                                              ‫الحكمة‪..‬‬

  ‫إذا أردت أن تغير فعاً قديم ًا للأفضل أوصد أبواب الماضي‪.‬‬

                                                                                          ‫‪2‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9