Page 4 - Issue 74
P. 4

‫كلام الناس‬

‫عقلية التسامح‬
  ‫تبني أمم‬

                                                                                       ‫محمود الوادي‬

‫يقول نيلسون مانديلا‪ ،‬رئيس جنوب إفريقيا السابق في مذكراته‪:‬‬
‫بداعدخ أل انلأمصدبينحةتمتررئيجلس ًاي‪،‬ن‪.‬طلبت من بعض أفراد حمايتي التجوال معي‬
‫دخلنا أحد المطاعم‪ ،‬فجلسنا في أماكننا وطلب كل منا ما يريده من‬
                                                                         ‫طعام‪...‬‬
‫في الوقت الـذي كنا ننتظر العامل أن يحضر لنا الطعام وقع بصري‬
‫على شخص جالس قبالتي ينتظر بدوره ما طلبه‪.‬‬
‫قلت لأحد أفراد حمايتي‪« :‬إذهب إلى ذلك الرجل واطلب منه أن يأتي‬
                                                      ‫ويشاركنا الأكل على طاولتنا»‪.‬‬
‫جاء الرجل فأجلسته بجانبي وبدأ كل منا في تناول غذاءه‪ ،‬كان العرق‬
‫يتصبب من جبينه ويده ترتجف لا تقوى على إيصال ال ّطعام إلى فمه‪..‬‬
‫بعد أن فـرغ الجميع من الأكـل وذهـب الرجل في حـال سبيله‪ ،‬قـال لي‬                             ‫عقلية الثأر لا‬
‫حارسي الشخصي‪« :‬الرجل الذي كان بيننا تظهر عليه علامات المرض‬                             ‫تبني دولة في حين‬
‫فقد كانت يداه ترتجفان ولم يستطع الأكل إلا النزر القليل»‪.‬‬
‫فأجبته‪« :‬لا‪ ..‬أبـد ًا‪ ،‬ليس كما ظننت‪ .‬هذا الرجل كان حارس ًا للسجن‬                           ‫عقلية التسامح‬
‫الانـفـرادي الـ ّذي كنت أقبع فـيـه‪ ..‬وفـي أغلب الأحـيـان وبعد التعذيب‬                            ‫تبني أمم‬

‫الـذي يـمـارس علي‪ ،‬كنت أصـرخ وأطـلـب قليلاً مـن الـمـاء‪ ..‬فيأتي هذا‬
‫فميعيكلفأقمورمة‪،‬بلتذعلذيكبهكأاونبيرستجعنده‪.‬خلوكف ًنا‬  ‫رأسي‬  ‫بالتبول على‬  ‫الرجل ويقوم‬
                                                      ‫يفعل‬  ‫بنفس ما كان‬  ‫من أن أعامله‬
‫ليست هذه أخلاقي فعقلية الثأر لا تبني دولة في حين عقلية التسامح‬
                                                                         ‫تبني أمم»‪.‬‬

                                                                                                            ‫‪2‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9