Page 30 - Issue 75
P. 30

‫«كلمة المؤسس»‬

                                          ‫و الوطن فعلت‪:‬‬      ‫خلال مطالعتي لبعض المراجع لفت انتباهي الكلمة‬                        ‫■■‬
                               ‫إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً‬  ‫التاريخية التي كان قد ألقاها الملك «المؤسس»‬                 ‫الناس أحرار في مآكلهم‬
         ‫فما حيلة المضطر إلا ركوبها‬                          ‫عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله‬
‫وهنا لا يكون إلا إحدى الحسنيين‪ ،‬إما السعادة وإما الشهادة‪،‬‬    ‫ثراه ـ مخاطب ًا من خلالها شعب المملكة العربية‬                ‫ومشاربهم ومرازقهم‬
‫وكلتاهما نعمة من الله‪ ،‬ونحن نقابل أيهما بصدور رحبة ووجوه‬     ‫السعودية في حفل الاستقبال الذي أقامه أهالي‬                   ‫ونزههم‪ ،‬ومن اعتدي‬
‫باشة‪ ،‬وهذه سنة رسول الله وأصحابه من بعده رضوان الله‬          ‫مدينة الطائف عــام ‪1351‬هــ وقد جاء فيها ما‬
                                                                                                                            ‫عليه فليراجعني‬
                                                 ‫عليهم ‪.‬‬                                                    ‫يلي‪:‬‬                ‫لأنصفه‬
                                    ‫والناس معنا ثلاثة‪....‬‬                                                                        ‫■■‬
‫إمـا محب و مساعد‪ ...‬وإمـا لا محب ولا مساعد ‪ ...‬وإما‬          ‫وإني أوصيكم بتقوى الله والنظر في حالة وطنكم وبلادكم‬
                                                             ‫ورفع أحوال الناس ومظالمهم إل َّي‪ ،‬لأن الملقى على عاتقي من‬           ‫■■‬
                                             ‫معاند فقط‪.‬‬      ‫الأمور عظيم وبعضكم به أبخص‪ ،‬وإني مع كل ذلك أسأل عن‬             ‫ولينعم كل إنسان‬
                    ‫فأما الأول فله ما لنا وعليه ما علينا ‪..‬‬  ‫أحوال الناس وأتفقد مصالحهم بقدر الجهد والاستطاعة‪ ،‬وإذا‬      ‫بنعمة الإسلام‪ ،‬وحرية‬
‫وأمـا الثاني فنسعى جهدنا في إفهامه الطريق الـذي نسير‬         ‫ما اطلعت على شيء عينت له هيئة مخصوصة منكم للنظر‬              ‫الإسلام‪ ،‬وغير هذا لا‬
‫عليه‪ ،‬فـإذا اتبعنا فالحمد لله‪ ،‬وإذا أبى (إنـك لا تهدي من‬     ‫في ذلك‪ ،‬ثم أشرف على أعمالهم بنفسي وأتراجع وإياهم في‬          ‫نعمة و لا حرية‪ ،‬فمن‬
                                                                                                                         ‫كان مشارف ًا بنظره من‬
                        ‫أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)‪.‬‬             ‫خصوصها حتى يبت في أمرها بما جاء في كتاب الله‪.‬‬          ‫قرب أو بعد فليعلم أن‬
‫وأما الثالث‪ ..‬فهذا ليس له قصد إلا الفساد في الأرض وهذا‬       ‫والله ـ يا أهل هذا البلد الطاهر المقدس ـ أرى الكبير فيكم‬    ‫الناس لم يتركونا رحمة‬
‫جزاؤه ما جاء في الآية الشريفة‪ ( :‬إنما جزاء الذين يحاربون‬     ‫كأبي والوسط كأخي والصغير كابني‪ ،‬وإن الـذي أقوله هو‬          ‫أو عطف ًا‪ ،‬وإنما تركونا‬
‫الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو‬                                                                  ‫لأن الله أراد تأييدنا و‬
‫تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم‬                            ‫الذي أعتقده والله على ما أقول شهيد‪.‬‬
                                                             ‫وإني أرى كثيراً من الناس ينقمون على ابن سعود‪ ،‬والحقيقة‬             ‫نصرنا‪.‬‬
            ‫خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)‪.‬‬         ‫ما نقموا علينا إلا لاتباعنا كتاب الله وسنة رسوله‪ ،‬ومنهم من‬          ‫■■‬
‫أنتم رؤساء البلاد وقادة الأمة وكبراؤها‪ ،‬وأدرى بما يحسون به‬   ‫عاب علينا التمسك بالدين وعدم الأخذ بالأعمال «العصرية»‬
‫وما يشعرون‪ ،‬ويجب عليكم أن ترفعوا إل َّي كل ما يتظلمون منه‬    ‫فأما الدين فوالله لا أغير شيئاً مما أنـزل الله على لسان‬
‫وترشدوني إذا رأيتموني ضللت عن طريق الحق‪ ،‬وإذا لم تفعلوا‬      ‫رسوله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ولا أتبع إلا ما جاء به‪ ،‬وليغضب‬

                                                                                                  ‫علينا من شاء وأراد‪.‬‬
                                                             ‫وأمـا «الأمــور العصرية» التي تعيننا وتفيدنا ويبيحها دين‬
                                                             ‫الإسلام فنحن نأخذها ونعمل بها ونسعى في تعميمها‪ ،‬أما‬
                                                             ‫المنافي منها للإسلام فإننا ننبذه ونسعى جهدنا في مقاومته‬
                                                             ‫لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪ ،‬ولا مدنية أفضل‬

                                                                   ‫وأحسن من مدنية الإسلام ولا عز لنا إلا بالتمسك به‪.‬‬
                                                             ‫ويجب أن تحرصوا على العمل‪ ،‬والعمل لا يكون إلا بالتساند‬
                                                             ‫والتعاضد وإخـلاص النية‪ ،‬والإنـسـان وحـده لا يستطيع أن‬
                                                             ‫يعمل‪ ،‬وإذا عمل فيكون عمله ضعيفاً‪ ،‬والضعيف ضعيف‬
                                                             ‫على كل حال‪ ،‬ونحن نحتاج إلى القوة في كل شيء وكلنا أمة‬
                                                             ‫واحـدة عربية‪ ،‬ديننا الإسـلام ونبينا محمد صلى الله عليه‬
                                                             ‫وسلم‪ ،‬والـعـرب قبلنا عملوا الشيء الكثير‪ ،‬والتاريخ أكبر‬
                                                             ‫شاهد‪ ،‬والإسلام يحضنا على العمل (وقل اعملوا فسيرى الله‬
                                                             ‫عملكم)‪ ،‬ويجب أن يكون العمل خالصاً لله لا رياء فيه ولا نفاق‬
                                                             ‫ولا غش ولا خداع‪ ،‬وإنكم والله إذا عملتم ذلك فستنجحون‪،‬‬
                                                             ‫وإن العمل يفيدكم ويفيد بلادكم وشعبكم ويقربكم من الله ولا‬

                                                                                            ‫يوجد شيء أحسن من هذا‪.‬‬
                                                             ‫ويجب أن تنصحوا الجاهل وترشدوه إلى طريق الحق والهدى‪،‬‬
                                                             ‫فإذا اتبع فالحمد لله‪ ،‬وإذا أبى وعاند فإنما إثمه على نفسه‪،‬‬
                                                             ‫وإني ـ والله ‪ -‬أحب السلم وأسعى إليه‪ ،‬فإذا ما بليت صبرت‬
                                                             ‫حتى إذا لم يبق في القوس منزوع وحان وقت الدفاع عن الدين‬

‫■ اليوم الوطني ■‬                                                                                                         ‫‪28‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35